خليل هملو: انفجار مدوٍّ قرب مخيم نازحين في إدلب يودي بحياة 5 أشخاص

أفاد مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" في دمشق، خليل هملو، بأن انفجارًا عنيفًا وقع في ريف إدلب شمال غرب سوريا، أسفر حتى الآن عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وفقًا لما نقل عن مصادر في الدفاع المدني السوري.
انفجار يهز ريف إدلب
وبحسب خليل هملو، فإن قوة الانفجار كانت كبيرة لدرجة أنها هزّت معظم مناطق ريف إدلب، وتسببت في حالة من الذعر بين السكان، فيما لا تزال سيارات الإسعاف تتوافد إلى موقع الحادث في محاولة لنقل المصابين إلى المراكز الطبية القريبة.
وأوضح خليل هملو أن الانفجار وقع داخل مستودع غير مجهّز للتخزين طويل الأمد، ويقع على مقربة من مخيم "مريم" للنازحين الذي يضم مئات العائلات، الأمر الذي يُرجّح ارتفاع عدد الضحايا والمصابين نتيجة الكثافة السكانية في تلك المنطقة.
أسباب الانفجار لا تزال غامضة
وأرجح خليل هملو: "حتى الآن، لم تُعرف الأسباب الدقيقة التي أدت إلى الانفجار، إلا أن مصادر في الدفاع المدني السوري رجّحت أن تكون درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير مسبوق أحد العوامل المحتملة، خاصة وأن المستودع ربما كان يحتوي على ذخائر أو مواد متفجرة حساسة لم تُخزّن بالشكل المناسب".
وأشار خليل هملو إلى أن المصادر أيضًا إلى احتمال حدوث ماس كهربائي داخل المستودع، ما قد يكون تسبب في اشتعال المواد المخزنة وانفجارها.
واقع ميداني معقد
وتابع خليل هملو: "وفيما يتعلق بالجهة المسيطرة على المنطقة، أوضح المراسل أن الوضع في إدلب وريفها يشهد تداخلاً في السيطرة بين عدد من الفصائل المسلحة، أبرزها هيئة تحرير الشام، رغم أن بعض الفصائل قد انضمت مؤخرًا إلى وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية".
وأكد خليل هملو أن هذا التداخل في السيطرة وغياب الجرد المنظم للأسلحة والذخائر يمثل تحديًا كبيرًا أمام ضبط مثل هذه الحوادث أو منع تكرارها، في ظل الفراغ الأمني الجزئي وعدم وجود سلطة موحدة قادرة على تنفيذ إجراءات السلامة أو تفتيش المخازن.
تصاعد الأزمة الإنسانية
واستطرد خليل هملو: "الانفجار الذي وقع على مقربة من مخيم يضم آلاف النازحين يعكس حجم المخاطر التي يعيشها المدنيون في شمال غرب سوريا، في ظل غياب البنية التحتية الآمنة ووجود مخازن غير مرخّصة للأسلحة والذخائر بالقرب من مناطق سكنية".
ويأتي هذا الحادث ليعيد تسليط الضوء على هشاشة الأوضاع الإنسانية في إدلب، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين في ظروف قاسية، ويواجهون مخاطر أمنية وصحية متكررة، خاصة مع غياب الرقابة على النشاطات العسكرية في المناطق المكتظة بالمدنيين.
دعوات عاجلة لتقييم الأوضاع
من جهته، دعا الدفاع المدني السوري إلى تقييم شامل للمخازن والأسلحة في مناطق النزاع، وضرورة إبعادها عن المناطق السكنية ومخيمات النازحين، مشددًا على أهمية توفير دعم دولي للقيام بعمليات تفتيش وتطهير للمواقع الخطرة.
ويُتوقع أن تُصدر الجهات المختصة بيانًا رسميًا خلال الساعات المقبلة يكشف نتائج التحقيقات الأولية حول الانفجار، فيما تستمر عمليات الإسعاف والبحث وسط مخاوف من وجود ضحايا تحت الأنقاض.

إدلب والمخاطر الأمنية
يُذكر أن إدلب تُعد من أكثر المناطق هشاشة في سوريا من الناحية الأمنية والإنسانية، حيث تخضع لتعدد في السيطرة بين الفصائل المسلحة، ويعيش فيها أكثر من 3 ملايين شخص، نصفهم من النازحين، في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، ما يجعل من أي حادث مثل هذا، مأساة متكررة في منطقة تعاني أصلاً من الحصار والنزوح والدمار.