حركة فتح: دعوة الكنيست لضم الضفة تصعيد خطير.. واختبار للمنظومة الدولية

أكد الدكتور إياد أبو زنيط، المتحدث باسم حركة فتح، أن دعوة الكنيست الإسرائيلي لضم الضفة الغربية تمثل تطورًا بالغ الخطورة لا يمكن التقليل من شأنه، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة لم تعد مجرد مقترح داخل البرلمان الإسرائيلي، بل تعكس وجود حالة إجماع سياسي داخل إسرائيل على ضم الضفة الغربية، بعدما كان هذا الملف مثار جدل داخلي.
السيطرة على الجغرافيا الفلسطينية
وأوضح أبو زنيط، في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية" أن إسرائيل تمضي قدمًا في تنفيذ سياسات الضم على الأرض، من خلال السيطرة على الجغرافيا الفلسطينية وطرد السكان، موضحًا أن الخطوة المقبلة ستكون ضم المناطق المصنفة (ج) الخالية نسبيًا من الفلسطينيين، دون أن يشمل ذلك دمج السكان الفلسطينيين ديموغرافيًا، كما حدث في القدس بعد 1967.
وأضاف أن هذا الإجراء يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن واتفاقيات جنيف، ويحوّل الفلسطينيين إلى أقلية بلا حقوق في وطنهم، ما يضعهم أمام خيارات قاسية إما القبول بالأمر الواقع، أو الهجرة، أو الموت البطيء تحت الاحتلال.
واعتبر أبو زنيط أن القرار بمثابة اختبار حقيقي للمنظومة الدولية، خاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، متسائلًا عمّا إذا كانت هذه الدول ستقف أمام الانتهاكات الإسرائيلية، أم أن تصريحاتها السابقة بشأن حقوق الإنسان وحق تقرير المصير لم تكن سوى مواقف تجميلية لا تلزمها بشيء.
وفي سياق متصل، رحّب المتحدث باسم حركة فتح ببيانات الإدانة العربية، وعلى رأسها بيان مصر، مشيدًا بالموقف المصري باعتباره "سدًا منيعًا" في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية، ومؤكدًا أن القاهرة لطالما كانت مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية.
في سياق سابق ،أكد الدكتور إياد أبو زنيط، المتحدث باسم حركة فتح، أن ما تقوم به إسرائيل على الأرض في قطاع غزة، لا سيما في منطقة دير البلح من عمليات إخلاء قسرية، يعكس نوايا استراتيجية تتجاوز الأهداف العسكرية المؤقتة، وتندرج ضمن خطة طويلة الأمد لتهجير الفلسطينيين من القطاع.
وقال أبو زنيط، إن إسرائيل تمارس ضغوطًا متزايدة، سواء على فصائل المقاومة الفلسطينية أو على الشعب الفلسطيني بشكل عام، بهدف انتزاع مكاسب ميدانية قبل أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، مضيفًا: حن في حركة فتح نؤكد منذ اليوم الأول أن وقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة على غزة هو أولوية وطنية وإنسانية.
تفاصيل المفاوضات
وأضاف لو كانت المفاوضات قد أفضت إلى اتفاق منذ أسابيع، لكان ذلك أفضل بكثير مما نشهده اليوم من تدهور وتصعيد، كل يوم تأخير تمنح فيه إسرائيل نفسها وقتًا إضافيًا لتحقيق إنجازات عسكرية وسياسية على الأرض.
وأشار أبو زنيط إلى أن التهديدات الإسرائيلية بإخلاء مناطق مثل دير البلح ترتبط بأهداف متعددة، أبرزها الضغط على حماس، والبحث عن الرهائن، إلى جانب محاولة خلق واقع جديد في القطاع يمهد للتهجير القسري، متابعًا إسرائيل تسعى إلى تحقيق هدفها الاستراتيجي الأعلى، وهو تهجير الفلسطينيين من غزة، أما باقي الأهداف كالبحث عن الرهائن أو الضغط السياسي فهي أدوات متحركة يمكن تبديلها بحسب المرحلة.
وأشاد أبو زنيط بالدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في ملف التهدئة، قائلًا: نثمّن الجهود المصرية والعربية عمومًا في دعم مبادرة التهدئة، ونعتبر أن الموقف العربي، ولا سيما المصري، كان وما يزال صمام أمان في وجه مشروع التهجير الجماعي.
وحول الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، أكد المتحدث باسم حركة فتح أن المجاعة أصبحت أداة ضغط تستخدمها حكومة نتنياهو بشكل ممنهج، وقال: التجويع سياسة مدروسة تهدف إلى خلق بيئة طاردة، لكن لا يمكن استخدامها لفترة طويلة، فنتنياهو يراهن على الضغط القصير والمكثف لدفع السكان إلى النزوح الجماعي.
وشدد إياد أبو زنيط على أن أبناء الشعب الفلسطيني لن يرضخوا لأي محاولة لإجبارهم على مغادرة أرضهم، قائًلا: غزة ستبقى فلسطينية، ولن تكون جزءًا من مشاريع التهجير أو التصفية السياسية التي يحاول الاحتلال فرضها بقوة السلاح والحصار.