عاجل

في ذكرى 23 يوليو .. أعمال فنية تناولت أحداث الثورة

ثورة 23 يوليو
ثورة 23 يوليو

في كل ذكرى لـ ثورة 23 يوليو 1952، تُستعاد في الأذهان ملامح التحول العميق الذي أحدثته الثورة في البنية الاجتماعية والسياسية لمصر. ومن بين أبرز الوسائل التي وثقت هذا الحدث التاريخي الهام كانت السينما المصرية، التي لعبت دورًا محوريًا في تجسيد معاني الثورة ونقل تأثيراتها إلى الأجيال المتعاقبة من خلال مجموعة من الأفلام التي لا تزال محفورة في الذاكرة الثقافية للمجتمع.

أيام السادات (2001): سيرة حياة تكشف كواليس الثورة

من أبرز الأفلام التي تناولت ثورة يوليو فيلم “أيام السادات”، الذي لم يكتف بتقديم ملامح الثورة، بل ربطها بسيرة أحد أهم رجالها، وهو الرئيس الراحل محمد أنور السادات. يُظهر الفيلم كيف عاد السادات إلى صفوف الجيش بعد فصله، وكيف انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار الذي كان أحد أعمدة التخطيط للثورة. أخرجه محمد خان، وقدم فيه النجم أحمد زكي أداءً استثنائيًا بشخصية السادات، وشاركه البطولة كل من ميرفت أمين ومنى زكي.

الله معنا (1955): البداية السينمائية لثورة يوليو

كان فيلم “الله معنا” من أوائل الأعمال السينمائية التي واجهت التحديات الرقابية لتتناول الثورة بشكل مباشر، وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من اندلاعها. أخرجه أحمد بدرخان، ويُعد أول فيلم يُذكر فيه اسم جمال عبد الناصر صراحة، في زمن كانت فيه الحرية الفنية محدودة. الفيلم سلط الضوء على تحركات الضباط الأحرار وكواليس ما قبل الثورة، وشارك في بطولته فاتن حمامة، عماد حمدي، وعمر الشريف، في عمل يعتبر وثيقة سينمائية جريئة لتلك الحقبة.

رد قلبي (1957): من الرواية إلى الشاشة.. الثورة عبر قصة حب

استند فيلم “رد قلبي” إلى رواية الكاتب يوسف السباعي، وخرجه المبدع عز الدين ذو الفقار. الفيلم تناول فكرة الصراع الطبقي، من خلال قصة حب رومانسية بين شاب فقير يعمل كـ”جنايني” وابنة باشا تنتمي للطبقة الأرستقراطية. هذا التباين الاجتماعي كان من أبرز أسباب الغضب الشعبي الذي غذى نار الثورة، فعبّر الفيلم ببراعة عن دوافع التغيير المجتمعي. قام ببطولته شكري سرحان ومريم فخر الدين.

في بيتنا رجل (1961): ما قبل الثورة.. ملامح الغليان الشعبي

أخرج هنري بركات هذا العمل السياسي البارز، الذي استعرض مناخ ما قبل ثورة يوليو، مسلطًا الضوء على الغضب الشعبي تجاه الاستعمار والفساد الملكي. بطل الفيلم هو مناضل سياسي هارب (عمر الشريف) يحتمي في منزل عائلة عادية، فيجد داخل البيت ما يوازي صراعه في الشارع من مشاعر وأحكام. شاركت في البطولة زبيدة ثروت، ونجح الفيلم في الربط بين النضال الفردي والحراك الشعبي.

القاهرة 30 (1966): الفساد الذي فجّر الثورة

في واحد من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، قدّم المخرج صلاح أبو سيف رؤيته للواقع المصري في فترة ما قبل ثورة يوليو، من خلال فيلم “القاهرة 30” المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ. الفيلم رصد الفساد السياسي والانهيار الأخلاقي الذي كان سائدًا، وكيف دفعت تلك الممارسات الضباط الأحرار إلى قيادة التغيير. قام ببطولته سعاد حسني، أحمد مظهر، وحمدي أحمد.

الأيدي الناعمة (1963): الثورة وتفكيك الطبقة الأرستقراطية

بأسلوب كوميدي ساخر، تناول فيلم “الأيدي الناعمة” التحولات الاجتماعية بعد ثورة يوليو، وخاصة انهيار الطبقة الأرستقراطية وفقدان الامتيازات التي كانت سائدة في العهد الملكي. أخرجه محمود ذو الفقار، وشارك في بطولته أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، وصباح. الفيلم رسم لوحة ساخرة عن الصراع بين القديم والجديد، بين الامتياز الطبقي والعمل الشريف.

ناصر 56 (1996): لحظة التأميم التي غيّرت مجرى التاريخ

يُعتبر فيلم “ناصر 56” من أبرز الأعمال المعاصرة التي أعادت تقديم مرحلة حاسمة من تاريخ الثورة، وهي قرار تأميم قناة السويس عام 1956. الفيلم أخرجه محمد فاضل، وجسّد فيه أحمد زكي شخصية الرئيس جمال عبد الناصر ببراعة لاقت إشادة واسعة. تناول الفيلم كواليس اتخاذ القرار المصيري، والتحديات الدولية التي واجهتها مصر بعده، ما جعله درسًا سينمائيًا في الإرادة الوطنية والسيادة.

تمثل هذه الأعمال مجتمعة أرشيفًا بصريًا مهمًا يوثق ثورة 23 يوليو من زوايا متعددة، تجمع بين الرؤية السياسية والدراما الاجتماعية والتأريخ السينمائي، ما يجعلها ليست فقط متعة فنية، بل وسيلة تعليمية وتثقيفية أيضًا للأجيال الجديدة لفهم جذور التحولات الكبرى في مصر الحديثة.

تم نسخ الرابط