عاجل

واشنطن تنسحب من اليونسكو مجددًا.. خبيريكشف الأسباب الحقيقية والتداعيات|فيديو

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أعلنت الولايات المتحدة رسميًا انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اعتبارًا من نهاية العام المقبل، وذلك في قرار وصفه السفير مسعود معلوف الدبلوماسي السابق والخبير في الشؤون الأمريكية بأنه نتيجة طبيعية لسياسات الرئيس ترامب المناهضة للمنظمات الدولية وضغوط إسرائيل. 

و حلّل السفير معلوف  في مداخلة هاتفية لقناة "النيل للاخبار"الأبعاد السياسية والقانونية للقرار، مشيرًا إلى تأثيره السلبي على مصداقية واشنطن دوليًا، وإلى الفراغ الذي قد تتركه لصالح القوى المنافسة مثل الصين وروسيا. 

القرار ليس مفاجئًا.. ترامب واليونسكو تاريخ من الصدام 

افتتح السفير معلوف حديثه بالتأكيد على أن القرار "لم يكن مفاجئًا"، مستذكرًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب في فبراير الماضي من إدارته إعداد دراسة تقييمية لنشاطات اليونسكو ومدى توافقها مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة. 

وأضاف:  ترامب بطبيعته معادٍ للمنظمات الدولية،شعاره 'أمريكا أولًا' يجعله يتعامل مع هذه الهيئات بوصفها عبئًا في 2017، انسحب من اليونسكو، ثم عادت واشنطن تحت حكم بايدن في 2023، واليوم يعيد ترامب الكرة.

وأشار إلى أن الانسحاب المقرر تنفيذه في 31 ديسمبر 2024 يُضعف ثقة المجتمع الدولي بالولايات المتحدة، قائلًا:  أي دولة تتعامل مع واشنطن ستتردد الآن في عقد اتفاقات طويلة الأمد، فما الضمانة أن الاتفاق لن يُلغى بتغيير الرئيس…؟. 

إسرائيل والكونجرس.. خلفيات القرار 

رفض معلوف التصريحات الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية التي بررت الانسحاب بـ"انحياز اليونسكو لقضايا منقسمة"، ووصفها بأنها ذريعة، كاشفًا أن السبب الحقيقي يتعلق بموقف إسرائيل في 2011، أوقفت واشنطن تمويلها لليونسكو بعد قبولها فلسطين كعضو كامل العضوية، بسبب قوانين أمريكية تمنع تمويل المنظمات التي تعترف بفلسطين. 

واضاف الانسحاب ليس إلا تنفيذًا لأجندة ترامب وإرضاءً لإسرائيل، التي تتهم اليونسكو بمعاداة السامية لمجرد انتقادها لسياسات الاحتلال"، يعلق معلوف. 

وحذّر السفير من عواقب القرار على النحو التالي:  انهيار المصداقية الأمريكية مع انسحابات ترامب المتكررة (مثل اتفاقية باريس للمناخ ومجلس حقوق الإنسان)، أصبحت واشنطن شريكًا غير موثوق به.

وتابع الفراغ الجيوسياسي يؤدي الي  انسحاب يفتح الباب أمام الصين وروسيا لتعزيز نفوذهما في المنظمات الدولية، مع   فقدان الحماية الأمريكية للمواقع الأثرية والثقافية المصنفة ضمن قوائم اليونسكو، خاصة داخل الولايات المتحدة نفسها. 

اليونسكو لن تنهار.. ولكن هل تعود واشنطن؟ 

على الرغم من أن مساهمة الولايات المتحدة تمثل 8% من ميزانية اليونسكو، أكد معلوف أن المنظمة ستستمربعد انسحاب 2018، زادت دول أخرى من مساهماتها،  لا أتوقع انسحابات جديدة باستثناء إسرائيل ربما لكن السيناريو الأرجح هو عودة واشنطن بعد رحيل ترامب. 

وأثار السفير معلوف تساؤلات حول توقيت الإعلان، ربطه بفضائح جيفري أبستين ، التي تعيد إحياء اتهامات ضد ترامب بسبب صلته المثيرة بالمجني عليهم  مضيفًا ترامب يحاول تشتيت الرأي العام بقرارات صادمة،  هذا الانسحاب قد يكون الأول في سلسلة قرارات قريبة.

واختتم السفير معلوف حديثه بدعوة المجتمع الدولي إلى "التعويل على التعددية القطبية"، معتبرًا أن الانسحاب الأمريكي يؤكد  هيمنة الأجندات الشخصية للرؤساء على السياسة الخارجية، تراجع الدور الأمريكي لصالح قوى ناشئة. 

واضاف اليونسكو صامدة منذ 80 عامًا، المشكلة ليست في المنظمة، بل في القيادة الأمريكية التي تختزل الدبلوماسية في صفقات مؤقتة.

تم نسخ الرابط