يلازمني شعور دائم بعدم دخول الجنة رغم التزامي بالعبادات.. ماذا أفعل؟

الشعور الدائم بعدم دخول الجنة من أكثر الأمور المزعجة للمسلم، حيث هناك من يقول: أقوم بأداء جميع العبادات والسُنن وقيام الليل وقراءة القرآن ولكنى مع كل هذا أشعر أننى لا شيء وأنني لا أفعل شيئًا وأننى مُقصِّر، فماذا يفعل؟
كيفية التغلب على الشعور الدائم بعدم دخول الجنة
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: ينبغي للمؤمن أن يكون وسطاً بين الرجاء والخوف: فلا يرجو حتى يتجرع المعصية ثم يقول أن الله غفور وتواب وستار ورحمن ورحيم ومهما فعلت من ذنوب فإن الله سوف يغفرها لى، وفي نفس الوقت لا يجعله الخوف لا يثق فيما عند الله ولا يثق في عفو الله وكرمه، إذن لابد من الجمع بين الرجاء والخوف.
ولفت إلى أن الإنسان ينظر إلى نفسه: هل وفقه الله للصلاة وللزكاة وللحج ولفعل الخير ... إلخ من الطاعات؟ من الذي وفقه وأقامه في هذا؟ وكيف يقيمه الله في هذا وهو قادر على أن يسلبه منه ثم بعد ذلك يعذبه أو لا يجعل عنده شيء .
وأوضح أن الإنسان عندما يشعر أنه لا شيء في قِبَل الله فهو شعور مطلوب، وبدلاً من أن تشكو منه ينبغي عليه أن يحمد الله عليه لأنه ليس فيه تعالٍ أو تفاخر أو أنانية وليس فيه الأنا والذات عالية، بل إنه يقول دائماً: ماذا أفعل؟ أنا لا شيء.
كان مشايخنا - رحمهم الله - عندما أقول له: يا سيدي، فيقول لى: أنا تراب ابن تراب، أنا لا شيء.
وكان بعض أهل الله يكتبون في رسائلهم: مِنْ (لا شيء) أي أنه ليس شيئاً في قِبَل الله سبحانه وتعالى.
فإذن هذا الشعور في الحقيقة شعور طيب، ولكن لابد ألا يتمكن من الإنسان حتى يصل به إلى عدم الثقة في غفران الله وبما أعده للمؤمنين من عفو ومن خير ومن مسامحة، فلابد من الموازنة في هذا، وهذا شعورٌ طيب بشرط أن يكون تحت مظلة الثقة بالله.
قومٌ أقامهم الحق لخدمته
وأوضح أن هناك (قومٌ أقامهم الحق لخدمته) تدخل تجده يصلي، تدخل تجده يذكر، تدخل تجده يقرأ القرآن، تدخل تجده يدرس، .... أقامه الحق بخدمته (وقوم اختصهم بمحبته {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}) يعني كلاهما على خير إنما الله سبحانه وتعالى قسَّم الأرزاق بين العباد، والعبادة من الرزق ، والعلم من الرزق ، والدعوة إلى الخير من الرزق؛ فسبحان من شغل كل قلبٍ بما أقامه فيه، فتجد واحد ربنا أقامه في العبادة، وواحد ربنا أقامه في الدعوة إلى الله، وواحد أقامه ربنا في العلم وهكذا....، والكل إنما يكون صادقاً إذا كان لله متبرئً من حوله وقوته و «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى» .
وشدد: إذن فأنت أيها العالم إن أقامك الله في العلم فانظر إلى إقامة الله لك لا تنظر إلى علمك، انظر إلى أن الله أقامك هنا فلا تبغي بغيره بديلا، أتقن ما قد أقامك الله فيه ستوفق، وأنت أيها العابد أقامك الله في العبادة أتقن ما أنت فيه، أقامك الله هنا أو هناك أتقن ما أنت فيه، أقامك الله في عمارة الدنيا أتقن ما أقامك الله فيه {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} وهذه الأية ترشدنا لمقام الرضا والتسليم؛إنك راضي فيما أقامك الله وهذا ما فقدناه في عصرنا هذا، يقول أبو العلاء:
وكل من في الكون يشكو حظه * ليت شعري هذه الدنيا لمن.