عاجل

ما المقصود بقوله تعالى:«وإن يمسسك اللَّه بِضُر»؟.. علي جمعة يوضح

علي جمعة
علي جمعة

ما المقصود بقوله تعالى «وإن يمسسك اللَّه بِضُر»؟، يقول ربُّنا سبحانه وتعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ، يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

«وإن يمسسك اللَّه بِضُر» 

ويوضح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن هذا هو تقرير العقيدة: أن الله سبحانه وتعالى هو قيُّوم السماوات والأرض، وأنه ليس معه إلهٌ آخر، وأن كلَّ ما سواه من العالم فهو إلى الفناء؛ لأنه يحتاج في وجوده إلى الله، والله لا يحتاج في وجوده إلى شيء. ولذلك، فإنه مع قدرته اللامتناهية، وعِلمه اللامحدود، يقول للشيء: **كن** فيكون؛ هذا هو أصل العقيدة.

وتابع: الله سبحانه وتعالى هو الذي يخلق الشرَّ، ويخلق الخيرَ، ويخلق الكمالَ، ويخلق النقصَ، ويخلق الصحةَ، ويخلق المرضَ. وله حكمةٌ في جريان ذلك في الكون، وحكمته قد ندركها، وقد لا ندركها؛ وقد يتأخر إدراكنا لها، وقد نفهمها بعمق، وقد لا نفهمها. والله سبحانه وتعالى واسع، لا يُحيط بعِلمه أحد، وهو يُحيط بنا.

قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ}، وقال على لسان نبيِّه إبراهيم عليه السلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، وقال: {وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ}.

وقد ورد في الحديث: «رُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف، واعلم أن الله إذا أرادك بخير فلا رادَّ له، ولو اجتمع أهل الأرض جميعًا على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف».

هذا هو أساس العقيدة: أنه لا نفع في الكون، ولا ضرّ في الكون، إلا من عند الله؛ ولذلك إذا أردت أن تسأل، فاسأل الله، وإذا أردت أن تستعين، فاستعن بالله. فكل هذه الرسوم، وكل هذه الأسباب، في حَقِّ الله سبحانه وتعالى: ليست بشيء. توكَّل على الله، وثِقْ بما في يد الله أكثر من ثقتك بما في يدك.

قال تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ، يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. فهذا الخير يُصيب به من يشاء من عباده، ويَمنعه عمَّن يشاء من عباده. وهو الغفور الرحيم؛ أي: كثير المغفرة، ولو أنه حاسبنا على ما صدر منا، لهلكنا في الدنيا والآخرة.

تم نسخ الرابط