عاجل

بتعاني من "قلة النوم؟ السبب الحقيقي وراء القلق ليلًا

الأرق
الأرق

مع حلول الليل، يجد الكثيرون أنفسهم في مواجهة معركة مع القلق، حيث تبدأ الأفكار المقلقة في التدفق، مما يجعل النوم بعيد المنال، في حين أن النهار مليء بالانشغالات التي تشتت الانتباه، فإن الليل يخلق بيئة مثالية لتفاقم القلق.

 

 يفسر الخبراء هذه الظاهرة إلى مزيج من العوامل النفسية والهرمونية والبيئية التي تعمل معًا لتعزيز الشعور بالتوتر والقلق مع اقتراب وقت النوم، وفقا لموقع بولد سكاي.

 

الهدوء الذي يغذي الإفراط في التفكير

خلال النهار، تبقينا المهام اليومية والتفاعلات الاجتماعية مشغولين، مما يمنحنا حاجزًا ضد الأفكار المقلقة، ولكن مع حلول المساء، تختفي هذه الانشغالات، تاركة العقل دون حواجز تحميه من الإفراط في التفكير.

يقول البروفيسور إيفو فلايف، عالم النفس السلوكي من جامعة وارويك: "يميل القلق إلى التفاقم في الليل بسبب التغير في البيئة والتركيز العقلي"، بدون الانشغالات اليومية، تطفو على السطح المخاوف التي لم يتم حلها، مما يجعل الاسترخاء مهمة شاقة.


دور هرمونات الإجهاد

تلعب الهرمونات أيضًا دورًا رئيسيًا في تفاقم القلق ليلًا. الكورتيزول، المعروف باسم هرمون الإجهاد، يتبع إيقاعًا يوميًا يصل ذروته في الصباح لمساعدتنا على الاستيقاظ. ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن، قد تظل مستويات الكورتيزول مرتفعة في المساء، مما يحافظ على حالة من اليقظة المفرطة، توضح عالمة النفس السريرية تشاريسا تشامورو: "يمكن أن يسبب القلق ارتفاع مستويات الأدرينالين والكورتيزول، مما يعطل النوم". هذه الاستجابة الفسيولوجية تجعل من الصعب على الجسم الاسترخاء والاستعداد للنوم.

تأثير الظلام والتعب

الظلام والعزلة الليلية يمكن أن يعمقا الشعور بالقلق، تشير الدراسات إلى أن استجابات الخوف تكون أقوى في الليل، حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات القلق المزمنة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعب الذي يتراكم على مدار اليوم يضعف قدرتنا على تنظيم العواطف، مما يجعل من الصعب تحدي الأفكار السلبية والمقلقة.

كسر دورة القلق والأرق

القلق والأرق يعززان بعضهما البعض في حلقة مفرغة، القلق يمنع النوم، وقلة النوم تزيد من القلق، ولتحسين جودة النوم، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات الفعالة مثل تقليل تناول الكافيين، والحد من استخدام الشاشات قبل النوم، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو القراءة، إنشاء روتين مسائي مهدئ يمكن أن يساعد في إعداد الجسم والعقل للنوم.


 

القلق الليلي قد يكون محبطًا، ولكن فهم أسبابه يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو التغلب عليه، من خلال تبني عادات نوم صحية وتقنيات الاسترخاء، يمكن للأفراد تحسين جودة نومهم وتقليل تأثير القلق على حياتهم، النوم الجيد ليس بعيد المنال، بل هو هدف يمكن تحقيقه من خلال الوعي والتخطيط.

تم نسخ الرابط