لأول مرة.. ميتا تكشف عن سوار ذكي يتحكم بالحاسوب عبر الإشارات العضلية

كشفت شركة "ميتا" نموذج أولي جديد لسوار ذكي قادر على التحكم في أجهزة الكمبيوتر من خلال الإشارات العضلية في الذراع، وذلك ضمن نتائج بحثية نُشرت في دورية "نيتشر" العلمية يوم الأربعاء.
التقنية الجديدة تعتمد على مستشعرات تقرأ الإشارات الكهربائية الناتجة عن حركة العضلات، وتستخدم خوارزميات متقدمة لتحليل هذه الإشارات وتحويلها إلى أوامر رقمية تتفاعل معها الأجهزة مباشرةً.
السوار المطوّر ضمن مختبرات "Reality Labs" التابعة لميتا، يستند إلى تقنية تُعرف باسم "القياس الكهرومغناطيسي السطحي" (sEMG) والتي ترصد الإشارات القادمة من الخلايا العصبية الحركية ألفا في الحبل الشوكي.
تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
هذه الإشارات تصل إلى الألياف العضلية، وتتم ترجمتها بواسطة السوار لتنفيذ مهام متعددة مثل تحريك المؤشر بتحريك المعصم، فتح التطبيقات بمجرد ملامسة الإبهام للسبابة، وكتابة نصوص عبر تحريك الأصابع لتشكيل الحروف في الهواء.
وقد تم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تدير هذه التقنية على قاعدة بيانات ضخمة تضم إشارات عضلية مأخوذة من أكثر من 10,000 مشارك، ما يسمح لها بالتعرّف على الأنماط الشائعة للحركة من دون الحاجة إلى معايرة فردية لكل مستخدم.
ويُعد هذا الإنجاز نقلة نوعية في التفاعل البشري مع الأجهزة، حيث يستطيع السوار استشعار النية الحركية قبل أن تحدث الحركة الفعلية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتكنولوجيا الواقع المعزز والتفاعل القائم على الإيماءات.
وأظهرت "ميتا" خلال عرض سابق قدرة السوار على التحكم في نظارات الواقع المعزز من طراز "أوريون"، مؤكدة أن دمج هذه التقنية في منتجاتها التجارية قيد التنفيذ خلال الأعوام القليلة المقبلة، بما يمهّد الطريق لتجربة استخدام أكثر سلاسة بين الإنسان والآلة.
جدير بالذكر أن شركة "ميتا" تعتبر هي واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا والاتصالات، وتأسست في الأصل تحت اسم "فيسبوك" عام 2004 على يد مارك زوكربيرغ ومجموعة من زملائه بجامعة هارفارد.
انطلقت كمنصة للتواصل الاجتماعي وتوسّعت بسرعة لتصبح من أكبر شبكات التواصل في العالم، حيث تجاوز عدد مستخدميها النشطين المليارات.
تغيير اسم فيسبوك
وفي أكتوبر 2021، أعلنت الشركة عن تغيير اسمها إلى "ميتا" في خطوة تعكس انتقالها من مجرد منصة تواصل اجتماعي إلى شركة تكنولوجيا تغطي مجالات متعددة، وأبرزها تطوير تقنيات الواقع الافتراضي (VR)، الواقع المعزز (AR)، والذكاء الاصطناعي، بما يخدم رؤيتها لتأسيس ما يُعرف بـ "الميتافيرس" (Metaverse).
هذه البيئة الرقمية ثلاثية الأبعاد تهدف إلى دمج الحياة الواقعية والافتراضية، وتقديم تجارب اجتماعية وتفاعلية متقدمة.
تضم "ميتا" مجموعة من المنصات والخدمات الكبرى مثل: فيسبوك، إنستغرام، واتساب، وماسنجر، بالإضافة إلى منتجات الواقع الافتراضي مثل نظارات "Meta Quest"، وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تطورها ضمن مختبراتها الخاصة المعروفة باسم "Reality Labs".
كما تركز على تطوير واجهات بشرية رقمية مثل أجهزة التحكم عبر الإشارات العضلية، والتي من شأنها تغيير طريقة التفاعل مع الأجهزة تمامًا.
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته "ميتا"، إلا أنها واجهت تحديات عدة، أبرزها قضايا الخصوصية، مكافحة التضليل الإعلامي، والانتقادات المتعلقة بتأثير منصاتها على الصحة النفسية والاجتماعية للمستخدمين.
ومع ذلك، تواصل الشركة استثماراتها في الابتكار والتوسع التكنولوجي، وتسعى للحفاظ على موقعها الريادي في عالم التقنية من خلال تقديم حلول مبتكرة تتماشى مع تطلعات المستخدمين والمجتمعات الرقمية.