خالد أبو بكر: إسرائيل تفرض واقعًا جديدًا .. وتصويت الكنيست خطوة للتقسيم| فيديو

أكد الإعلامي خالد أبو بكر، أن تصويت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قانون يقضي بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن يمثل منعطفًا خطيرًا في مسار الصراع الإقليمي، ويؤشر على دخول المنطقة مرحلة شرق أوسط جديد يقوم على فرض الوقائع بالقوة وليس من خلال القانون الدولي أو الإرادة الشعبية.
جاء ذلك خلال تقدم خالد أبو بكر، برنامجه "آخر النهار"، المذاع عبر شاشة قناة "النهار"، إذ حذر من الأبعاد السياسية والاستراتيجية العميقة لهذا التصويت الذي وصفه بـ"غير المُلزم" شكليًا، لكنه يحمل في جوهره إعلان موقف إسرائيلي رسمي يمهّد لتطورات قادمة على الأرض.
تصويت الكنيست
وأوضح خالد أبو بكر، أن مشروع القانون لا يُلزم الحكومة الإسرائيلية فعليًا بالتنفيذ الفوري، إلا أن مجرد تمريره داخل الكنيست يعكس نية صريحة من جانب دوائر النفوذ السياسي في إسرائيل لفرض السيادة الكاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن ذلك ينسف كل مفاهيم حل الدولتين والمفاوضات، ويعكس توجهًا جديدًا لإعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة.
وأضاف : "التصويت لا يمكن قراءته كأمر رمزي، بل هو تثبيت لواقع استيطاني قائم، وتسويق لفكرة أن هذه الأراضي أصبحت جزءًا من الدولة العبرية بحكم القوة والوقت".
مواجهة استعراض السيادة
وتوقف خالد أبو بكر، عند المفارقة المؤلمة بين ما يحدث في غزة وما يخطط له في الضفة، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من مجاعة حقيقية، لا يجد فيها الناس قوت يومهم، بينما تبحث إسرائيل عن سيادة على أراضٍ مأهولة بأصحابها الأصليين.
وقال خالد أبو بكر: "نتحدث عن فرض السيادة على الضفة بينما الناس في غزة يموتون جوعًا وبردًا وحصارًا.. هذا ليس صراع حدود، بل صراع وجود، والمنطقة كلها تُعاد صياغتها بمنطق السلاح، لا بمنطق القانون".
الإدانات الدولية .. صوت بلا تأثير
وانتقد أبو بكر، ردود الفعل الدولية والعربية، معتبرًا أن بيانات الشجب والاستنكار أصبحت نمطًا مكررًا لا يُغير شيئًا على الأرض، وأردف قائلًا: "المنطقة تجاوزت مرحلة الكلام، نحن في مرحلة فرض الأمر الواقع، والخرائط تُرسم من جديد بصمت دولي مخيف".
وأوضح خالد أبو بكر أن المواقف السياسية دون خطوات تنفيذية أو ضغوط حقيقية لن توقف آلة الاحتلال ولا مخططاته التوسعية، وأن المطلوب حاليًا هو مراجعة شاملة للأولويات والأدوات السياسية للدول العربية والإسلامية.

دعوة لإعادة تموضع استراتيجي عربي
وفي ختام تصريحاته، شدد خالد أبو بكر، على ضرورة أن تعي الدول العربية حجم التحولات الجذرية في المشهد الإقليمي، معتبرًا أن ما يجري الآن يتطلب من الجميع إعادة تقييم مواقفهم وتحالفاتهم وأدواتهم الدفاعية والسياسية.
وقال خالد أبو بكر: "في ظل شرق أوسط جديد يُصاغ بعيدًا عن حقوق الشعوب ومبادئ العدالة، يجب أن تكون مصلحة الأوطان هي البوصلة، لأن الصمت والجمود لن يحصّنا أحدًا من التهديدات القادمة".
وأكد خالد أبو بكر، أن اللحظة حرجة وتتطلب قرارات جريئة، وليس فقط تصريحات إعلامية، مشيرًا إلى أن العالم أصبح لا يحترم إلا من يملك القوة، أو من يحسن استخدامها بذكاء.