خالد أبو بكر: استشهاد مصطفى عفيفي يجسد معاناة المصريين في مواجهة الإرهاب

قال خالد أبو بكر، المحامي الدولي والإعلامي، إن واقعة استشهاد المهندس مصطفى عفيفي أثناء خروجه لأداء صلاة الفجر، لا تمثل حادثًا فرديًا أو مأساة شخصية فحسب، بل تجسّد بشكل رمزي قصة مصر خلال العقد الأخير، بكل ما مرّت به من تحديات أمنية وإنسانية.
وأوضح خالد أبو بكر، خلال تقديمه برنامج "آخر النهار" على شاشة قناة النهار، أن الحادث الأليم الذي راح ضحيته الشاب مصطفى، يجب أن يكون محطة للتأمل في ما تحمّله المواطن المصري البسيط من ألمٍ ومعاناةٍ، في سبيل استقرار وطنه، مشيرًا إلى أن مصطفى لم يكن متورطًا في أي شيء، سوى أنه خرج من منزله متوضئًا في طريقه لصلاة الفجر.
الداخلية تحبط المخطط
وأشار إلى أن وزارة الداخلية كانت قد أعلنت قبل أيام عن إحباط مخطط إرهابي ضخم كان يهدد أمن البلاد، وهو ما يعكس استمرار اليقظة الأمنية الكبيرة التي تبذلها أجهزة الدولة. لكنه لفت إلى أن حادث استشهاد مصطفى يفرض علينا النظر إلى ما هو أبعد من مجرد النجاحات الأمنية، نحو المعنى الأعمق الذي تحمله هذه التضحيات المتكررة.
وأكد خالد أبو بكر أن الجهود الأمنية، رغم عظمتها، لا تُلغي الوجع الذي يخلّفه كل شهيد سقط على درب الأمان، معتبرًا أن مصطفى بات رمزًا للصراع المستمر بين قوى الظلام والإرهاب من جهة، والشعب المصري الصامد من جهة أخرى.
تربية صالحة ونهاية بطولية
واستعرض سيرة مصطفى عفيفي، موضحًا أنه شاب نشأ في بيئة محافظة وتلقى تربية صالحة، وكان متفوقًا دراسيًا ومحبوبًا من الجميع، مشيرًا إلى أن فقدانه في مثل هذه الظروف يُعبّر عن قيمة الخسائر التي يتحملها المجتمع المصري دون ذنب.
وأضاف: "حين يُقتل شاب مثل مصطفى وهو في طريقه لصلاة الفجر، فإننا لا نفقد شخصًا فقط، بل نخسر رمزًا لبراءة هذه الأمة وطهارة شبابها، فمصطفى لم يكن يحمل سلاحًا أو يقاتل، بل كان يحمل قلبًا مؤمنًا ومسؤولية إنسان صالح تجاه ربه ووطنه".
مصطفى هو قضيتنا الكبرى
وتساءل خالد أبو بكر: "لو ذهبنا إلى والد مصطفى وسألناه: هل ترغب في استعادة ابنك أم تفضّل حصولك على كل أموال المشروعات؟"، مُجيبًا: "سيقول بلا تردد: لا شيء يعوّضني عن مصطفى"، مبينه أن مصطفى أصبح قضيتنا الكبرى، لأنه يمثّل الثمن الباهظ الذي يدفعه الأبرياء مقابل أمن واستقرار الوطن.
ودعا خالد أبو بكر إلى أن يظل اسم مصطفى حيًا في الذاكرة الجمعية للمصريين، لا باعتباره شهيدًا فقط، بل كأيقونة إنسانية تعبّر عن الضمير الجمعي، ومعاناة كل مواطن بسيط ظل ثابتًا في وجه العنف والتطرف.
الجيش والشرطة يواجهون
وأكد أن رجال الشرطة والجيش يدركون تمامًا أن أداء مهامهم قد ينتهي بالشهادة، لكنهم يخرجون من بيوتهم كل صباح مستعدين للتضحية من أجل الوطن، وهي روح نادرة قلّ أن توجد في شعوب العالم.
وأردف قائلاً: "ورغم هذه التضحيات، لا تزال الكليات العسكرية تستقبل كل عام آلاف المتقدمين من الشباب المصريين، في دلالة واضحة على أن هذا الشعب جبارٌ بطبعه، صلبٌ بإرادته، لا يعرف الاستسلام ولا الانكسار".

الشباب المستعدين لحمل الراية
وختم خالد أبو بكر حديثه بالتأكيد على أن الإرهاب لن يكسر هذا الشعب مهما طال الزمن، فلكل مصطفى عفيفي، هناك مئات من الشباب المستعدين لحمل الراية والمضي قدمًا، لأن مصر باقية بدماء شهدائها وبقوة إرادة شعبها.