عاجل

خبير سياحي: 41 مليون سيدة حول العالم يعملن في مجال «السياحة الجنسية»

السياحة الجنسية
السياحة الجنسية

الحقيقة دائمًا صادمة، والحقائق تقول أن العالم الذي يتيه فخرًا بحضارته، يعترف باستغلال المرأة في أحط أنواع الجذب الاقتصادي، وهو الجنس، حيث أصبح هناك مصطلحًا معروفًا وسط الأوساط السياحية، وهو «السياحة الجنسية» 

ومن ناحيته، قال سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية وعضو مفوضية السفر الأوروبية، لموقع نيوز رووم، إن السياحة الجنسية Sex Tourism بالرغم من آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية السلبية التي تصاحب انتشارها، وكذلك مخالفتها لمدونة أخلاقيات السياحة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة؛ إلا أن هذا النمط السياحي الممنوع منتشر في جميع أنحاء العالم (سواء بشكل رسمي جهري أو بشكل سري غير رسمي). 

وتابع البطوطي، في هذا النمط يتم الترويج للإثارة الجنسية والجنس كجزء من المنتج السياحي والتجربة السياحية، ويتم تنظيم رحلات سياحية (فردية أو في شكل مجموعات)، ويبلغ إجمالي عدد العاملين في مجال الجنس حول العالم 52 مليون شخص منهم 41.6 من النساء + 10.4 مليون من الرجال، أي أن نسبة 80% من الإناث، تحتل الصين الصدارة في هذا الموضوع، حيث يعمل بالدعارة أكثر من 5 ملايين شخص، ثم روسيا والهند بحوالي 3 ملايين لكل منهما، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 2 مليون، ثم تركيا وتايلاند بحوالي 1.5 مليون لكل منهما. 

الوجهات الأكثر شيوعا لهذا النمط السياحي حول العالم هي في الغالب الدول الأقل نموا اقتصاديا في آسيا، مثل تايلاند والفلبين وفيتنام وكمبوديا ونيبال وجامبيا - وأيضا دول أخرى في أمريكا الوسطى بمنطقة الكاريبي وأمريكا الجنوبية مثل المكسيك والبرازيل، وأيضا بعض الدول الأفريقية الفقيرة وبعض الدول العربية.

للأسف لم يستطع أحد منع ذلك وأصبح أمر لا مفر منه، لذلك يتم دائما النداء بتقنينها وتطبيق الضوابط المتعلقة بالصحة ومنع استخدام العنف بأي شكل من الأشكال، وكذا حماية القاصرات والضعفاء. 

بالقطع نحن نحارب هذا النمط ونجاهد من أجل منعه، لما له من خطر على الصحة وانتشار الأمراض المُعدية، وأيضا الجانب الإنساني الأخلاقي: حيث أن هذا النمط به إهانة لكرامة الإنسان وانتهاك حقوقه واستغلال الأفراد والأسر المستضعفة من أجل إشباع الرغبات الدنيئة، وبالتالي لا مكان لها في منظومة السياحة السوية المستدامة بحسب مدونة أخلاقيات السياحة.

السياحة الجنسية: مصطلح "مؤدب" لواقع مؤلم

يوضح الباحث الكيني وانجوهي كيبيشو أن "التجارة بالجنس" هو تعبير ملطف لـ "الدعارة". أما "السياحة الجنسية" فتعرف بأنها أي نشاط سياحي يكون الدافع الأساسي أو الثانوي له هو إقامة علاقات جنسية أثناء السفر.

بدأت ظاهرة السياحة الجنسية في الانتشار منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع صعود الطبقة الوسطى الأوروبية وزيادة ثرواتها، مما أدى إلى انتشار فكرة السفر للخارج من أجل المتعة. منذ ذلك الحين وحتى الآن، أصبحت وجهات الأوروبيين الرئيسية هي كينيا وجنوب أفريقيا وبعض الدول العربية، بالإضافة إلى دول جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.

القاسم المشترك بين هذه المناطق هو الظروف المعيشية المتدنية والعمالة الرخيصة. فالفقر والبطالة المستشريان في هذه الدول يدفعان النساء والأطفال للعمل في الدعارة، مما يوفر فرصة للسياح الغربيين للحصول على تجربة جنسية "فريدة" بتكلفة زهيدة جدًا.

تكلفة منخفضة ومعاملة "ملوكية"

قد تصل تكلفة قضاء ليلة جنسية كاملة في كينيا إلى 5 دولارات فقط. يروي أحد السياح الألمان تجربته في مدينة مومباسا الكينية، موضحًا سبب تفضيله لها على دول جنوب شرق آسيا: "إن قضاء أيام أو أسابيع أو حتى شهور في كينيا يتطلب تكلفة أقل من دول أخرى مثل الفلبين وتايلاند وفيتنام. ربما يرجع ذلك إلى أن بائعات الهوى هنا مستقلات ولا يعملن تحت مزود خدمات جنسية، والمنافسة الحادة بينهن توفر لنا الخدمة بسعر أقل. هنا يعاملوننا كملوك... بالطبع نحن كالملوك هنا، ملوك في غرف النوم الكينية."

تم نسخ الرابط