ليست ضحية بريئة .. هدير عبد الرازق فى ميزان الطب النفسى

بعد قرار جهات التحقيق بترحيل البلوجر هدير عبدالرازق من مديرية أمن القاهرة إلى مديرية أمن الجيزة، لتنفيذ حكم قضائي، بالحبس لمدة سنتين في قضية إصابة بالخطأ بمنطقة الطالبية، حلل الطبيب النفسي مصطفى مسلم، شخصية البلوجر هدير عبدالرازق قائلا" هدير عبد الرازق شخصية تعكس حالة نفسية معقدة تحمل سمات اضطراب "الشخصية الحدّية" (Borderline Personality Disorder) في صورتها الاجتماعية، فهي تعيش في تقلبات حادة بين الحب والكره، بين الظهور والانهيار، بين الشغف والعدوان، ويبدو أن محركها الداخلي ليس الرغبة في الشهرة فقط، بل الخوف العميق من الاختفاء أو النسيان.
قراءة نفسية لشخصية هدير عبدالرازق

اندفاع واضح
وأكد الطبيب النفسى مصطفى مسلم، عبر صفحته الشخصية على "الفيس بوك " من يراقب سلوكها سيجد اندفاعًا واضحًا، استثارة عاطفية مفرطة، علاقات غير مستقرة، وسلوكيات مخاطِرة، وكلها مؤشرات على نمط نفسي نشأ غالبًا في بيئة تفتقر إلى الأمان العاطفي والاستقرار الأسري، ما جعلها تطوّر احتياجًا مرضيًا للانتباه الخارجي كي تثبت أنها موجودة.
وأضاف: وإذا عدنا إلى نظرية Linehan في تفسير الشخصية الحدّية، نجد أن هذا الاضطراب غالبًا ما ينتج عن تفاعل بين استعداد بيولوجي (مثل الحساسية الانفعالية المفرطة)، وبيئة تنشئة مُهمِلة أو مُحطِّمة للمشاعر، مما يؤدي إلى صعوبة في تنظيم العواطف وتثبيت الهوية.
وتابع قائلا : في حالة هدير، نلاحظ هذا بوضوح من خلال استعراضها المستمر لصدماتها وانفعالاتها أمام الجمهور، ليس بدافع الإفشاء الصادق، بل كاستراتيجية غير واعية للحصول على الاحتواء والاهتمام بأي ثمن، لكنها في المقابل، ليست ضحية بريئة كما تحاول الظهور؛ فاختياراتها تدل على وعي جزئي، واستثمار متعمد لأزماتها لإثارة التفاعل، حتى لو كان ذلك عبر تعرية نفسها نفسيًا أو جسديًا أمام جمهور مجهول.

طريق الإثارة واللعب بالنار
وأكد مسلم أن هدير اختارت طريق الإثارة، واللعب بالنار، وفضّلت استعراض الألم بدلًا من مواجهته، إنها نموذج حيّ لمفهوم “dysfunctional self-soothing” أي تهدئة الذات بطرق مدمرة أو مثيرة، حيث يصبح الألم الشخصي مادة ترفيهية.
في كل مرة تنهار فيها، تعود بقوة أكبر لأنها ببساطة لا تعرف كيف تعيش خارج المشهد، إنها لا تطلب التعاطف بقدر ما تطلب التصفيق، حتى لو كان على جراح مفتوحة، ولهذا السبب، لا يمكن اعتبارها مظلومة بالكامل، بل شريكة في خلق ما تعاني منه، ومستمرة فيه بإرادة شبه واعية، مدفوعة باحتياج نفسي لا يُروى.
