عاجل

خبير: الاحتلال يُعيد رسم خريطة غزة وتحذيرات من مخطط لاستهداف الإقليم اقتصاديًا

غزة
غزة

أوضح الدكتور أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس، أن ما تفعله إسرائيل في غزة ليس مجرد استهداف لمقاومة أو رغبة في تحرير أسرى، بل خطة منظمة لاجتثاث الإنسان الفلسطيني ذاته من القطاع، سواء عبر القتل أو التجويع أو التهجير القسري.

قطاع غزة المنكوب

وأشار  عبر مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن الاحتلال يسعى لتحويل غزة إلى منطقة فارغة أو شبه فارغة، تمهيدًا لإعادة السيطرة عليها ضمن مشروع استيطاني استثماري، يهدف إلى تحويل القطاع إلى مركز اقتصادي وتجاري يضرب اقتصاديات المنطقة العربية ويخدم الرؤية الصهيونية الكبرى للهيمنة الإقليمية.

وأكد أن إسرائيل لم تعد تخفي أهدافها، ولم يعد الأمر محصورًا في معركة مع حماس، بل تحول إلى محاولة اقتلاع الإنسان الفلسطيني نفسه، وهذا ما يفسر استمرار ارتكاب المجازر، ومنع المساعدات، واستهداف النازحين، بل وتجريم من يحاول الحصول على رغيف خبز.

مؤسسة "غزة الإنسانية".. غطاء أمني في ثوب الإغاثة

وفي تعليقه على الدور المشبوه لمؤسسة "غزة الإنسانية"، نوه الدكتور عوض إلى أن هذه المؤسسة لم تُنشأ لأغراض إنسانية كما يُروج، بل بُنيت بأموال إسرائيلية وتدار بعناصر أمنية بواجهة أمريكية، وتخدم أهداف الاحتلال بتقديم ذرائع سياسية وأخلاقية للتهرب من المحاسبة الدولية على جرائم التجويع والحصار.

وأضاف:"هي ليست مؤسسة إنسانية، بل أداة لجمع المدنيين في مناطق محددة، تمهيدًا لمزيد من القتل أو للسيطرة عليهم سياسيًا، ومجتمعيًا، وأمنيًا، وحتى العالم لم يقتنع بهذه اللعبة، بدليل تصاعد الانتقادات بعد استشهاد أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء".

 سياسة ممنهجة لـ"القتل البطيء"

ومن جانبه، أكد الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن ما يتعرض له سكان قطاع غزة لم يعد مجرد حرب تقليدية أو انتهاكات عسكرية، بل تحوّل إلى سياسة ممنهجة لـ"القتل البطيء" عبر التجويع، مشيرًا إلى أن إسرائيل تجاوزت كل الأعراف والقواعد الإنسانية والدولية، في ظل صمت دولي وصفه بـ"المريب"، وتواطؤ أمريكي واضح.

وفي مداخلة هاتفية له عبر قناة "إكسترا نيوز"، شدد صافي على أن "ما نشاهده اليوم في غزة يتجاوز كل وصف، أطفال يُدفنون وهم جياع، وأمهات يودّعن أبناءهن بسبب فقدان وجبة أو كيس دقيق، الأمر الذي يُظهر أن الاحتلال الإسرائيلي بات يستخدم الغذاء كسلاح إبادة جماعية".

التهجير القسري

وأضاف: "السياسة الإسرائيلية لم تعد تكتفي بالأرض المحروقة أو التهجير القسري، بل انتقلت إلى مرحلة أخطر، وهي ترك المدنيين يموتون ببطء عبر حصار شامل ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية، وسط تجاهل متعمد لكل النداءات الإنسانية".

وأشار صافي إلى أن "المواطن في غزة أصبح بين خيارين: إما الموت تحت القصف أو الموت جوعاً، ومع ذلك يضطر الآلاف إلى المجازفة بحياتهم لمحاولة الحصول على مساعدات أو مواد غذائية، وهم يعلمون أن خطوتهم هذه قد تكون الأخيرة".

وطالب الدكتور ماهر صافي المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بضرورة التحرك الفوري لوقف هذه "الجريمة المركبة"، وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وفتح ممرات آمنة لإدخال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين في القطاع.

تم نسخ الرابط