نور العلم في مواجهة فوضى السوشيال ميديا.. ندوة دعوية لأوقاف أسيوط

شهدت قرية البورة التابعة لمحافظة أسيوط ندوة دعوية وتوعوية متميزة نظمتها مديرية أوقاف أسيوط بالتعاون مع جمعية كفالة اليتيم وتنمية المجتمع، تحت عنوان "فضل العلم وأثره في مواجهة سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي"، وذلك بمدرسة القرآن الكريم التابعة للجمعية، وسط حضور نوعي من الفتيات والسيدات، وعدد من الشخصيات التربوية والدعوية.
تأتي هذه الفعالية في إطار جهود وزارة الأوقاف الرامية إلى نشر الوعي وبناء العقل المستنير، وذلك ضمن سلسلة من الأنشطة التثقيفية التي تربط بين المعرفة الشرعية والواقع المجتمعي، وتُلقي الضوء على التحديات الرقمية التي تواجه الشباب، وخاصة الفتيات.
الظواهر السلبية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي
شهدت الندوة كلمات ثرية ومعبرة، بدأت بكلمة من الواعظة سماح الجاحر التي قدمت طرحًا روحانيًا وعقليًا عن مكانة العلم في الإسلام، ودوره في حماية الأفراد من الانسياق وراء الظواهر السلبية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي,مؤكدة أن العلم هو حصن الإنسان، وهو النور الذي يُضيء طريقه، ويقيه من الوقوع في مستنقعات الفكر الضحل والمحتوى الهابط، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
الاستخدام العشوائي لوسائل التواصل
وأوضحت في حديثها أن الاستخدام العشوائي لوسائل التواصل يقود إلى الانجرار خلف تحديات فارغة، وقدوات مزيفة، وسلوكيات دخيلة، مشددة على ضرورة تربية الوعي لدى الفتاة المسلمة لتكون قادرة على التمييز بين الصالح والطالح، وعلى اتخاذ مواقفها انطلاقًا من الدين والعقل والضمير.
كما تناولت خطورة الانبهار بمظاهر زائفة تُقدَّم عبر المنصات الرقمية، وضرورة بناء الذات على أسس العلم والحياء والحكمة، منبهةً إلى أن العلم لا يعني فقط الحصول على الشهادات، بل هو سلوكٌ وأخلاقٌ ووعيٌ بالحقائق، وقدرة على مقاومة المؤثرات المضللة.
الابتزاز الإلكتروني
واستعرضت المتحدثة تجارب لفتيات تمكنّ من التغلب على مشكلات مثل الابتزاز الإلكتروني والمقارنات الوهمية، بفضل التسلّح بالعلم، والرجوع إلى مصادر المعرفة الصحيحة، والتشبث بالقيم الأصيلة، مما كان له الأثر الكبير في تغيير حياتهن وحياة من حولهن.
واختتمت حديثها بتأكيد أهمية أن تكون الفتاة حاضرة ومؤثرة على وسائل التواصل لا تابعة ولا مقلّدة، بل قائدة وصاحبة رسالة، متسلّحة بالعلم، ومنتمية لهويتها، وحريصة على أن تترك أثرًا طيبًا في محيطها.
وعلى هامش الندوة، أبدى المشاركون تفاعلًا كبيرًا مع المحاور المطروحة، وعبروا عن تقديرهم لمثل هذه اللقاءات التي تجمع بين التوعية الدينية والرؤية التربوية، وتسعى لتمكين الفتيات من أدوات الفهم والبصيرة في زمن التحولات السريعة.
تُعدّ هذه الندوة نموذجًا حيًّا للتكامل بين المؤسسات الدعوية والمجتمعية، في سبيل صناعة وعيٍ رشيد، وغرس مفاهيم الحصانة الفكرية، والتمكين المعرفي، وتعزيز الانتماء الديني والوطني، من أجل بناء جيل قادر على التفاعل الإيجابي مع أدوات العصر، دون أن يفقد جذوره أو هويته.