نتنياهو يريد تنصيب نفسه كزعيم تاريخي بإعلان نصر مطلق في حرب تجاوزت 290 يومًا

قالت رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي الوطني الفلسطيني، إن إسرائيل تتجاهل بشكل متعمد الدعوات الدولية والأممية لوقف الحرب في قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل استخدام "سلاح التجويع" ضمن سياسة ممنهجة تستهدف الفلسطينيين.
وأوضحت النتشة في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل لا تصغي للمجتمع الدولي ولا حتى للأصوات المعارضة داخل المجتمع الإسرائيلي ذاته، مشيرة إلى أن مسيرة خرجت أمس في إسرائيل تحت شعار "ضد التجويع في غزة" لم تلقَ أي استجابة رسمية.
وأضافت: نتنياهو لا يسعى فقط إلى إفشال حل الدولتين، بل يسعى لإنهاء الوجود الفلسطيني برمّته، وتنصيب نفسه كزعيم تاريخي بإعلان نصر مطلق في حرب تجاوزت 290 يومًا دون أن يحقق فيها شيئًا سوى الكارثة.
وحذرت النتشة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، مشيرة إلى تقارير أممية تتحدث عن مجاعة تهدد حياة نحو مليون طفل، وسط استمرار القصف ونقص الغذاء والدواء وانتشار الأمراض، بما فيها أمراض قد تكون ناتجة عن أسلحة محظورة دوليًا.
وتساءلت: أي ضغط أكبر يمكن أن يُمارس على الفلسطينيين؟ بعد الحصار، القصف، التهجير، والمجاعة.. أي شيء يمكن أن تخسره المقاومة أكثر من ذلك؟.
وانتقدت ما وصفته بـ"التقارير الأممية الخجولة"، قائلة إن بعض المؤسسات، كالأونروا، تكتفي بالتحذير من بلوغ المجاعة دون الاعتراف بأن القطاع دخل فعليًا في مرحلتها الخامسة، حيث يواجه 100% من السكان خطر الموت جوعًا.
في سياق متصل، اتهم فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة "الأونروا"، السلطات الإسرائيلية في إعاقة دخول بعض من موظفي الوكالة إلي قطاع غزة، ومنعهم من تغطية الفظائع المرتكبة في غزة وفي أماكن أخري داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاء ذلك من خلال منشور عبر حسابه الرسمي على موقع "إكس"، قائلاً: "كأن حظر وسائل الإعلام الدولية لم يكن كافيًا، يمنع العاملون في المجال الإنساني أيضًا من تغطية الفظائع المرتكبة في غزة وأماكن أخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة، يُعد رفض منح تأشيرة لزميلنا من مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أحدث حلقة في سلسلة من القيود".
وتحدث عن التقييد الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على منسقو الشؤون الإنسانية بأمم المتحددة: "منذ بداية الحرب، تزايد رفض السلطات الإسرائيلية منح تأشيرات لموظفي الأمم المتحدة أو عدم تجديدها، بمن فيهم منسقو الشؤون الإنسانية ورؤساء وكالات الأمم المتحدة وموظفو المنظمات غير الحكومية الدولية، بالإضافة إلى ذلك، تم اعتماد قيود تشريعية لترهيب منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية".
وتابع: "لم يُمنح جميع موظفي الأونروا الدوليين تأشيرات منذ ما يقرب من ستة أشهر، أنا أيضًا منعت من دخول غزة منذ مارس 2024 بعد قرار محكمة العدل الدولية، يجب منح تأشيرات لموظفي المجال الإنساني لدعم عمل زملائهم الفلسطينيين، إلى جانب الحظر المستمر على دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة، فإن رفض منح التأشيرات يؤدي إلى تعميق انتشار المعلومات المضللة وزيادة نزع الصفة الإنسانية عن الناس في غزة".
يذكر ان هناك أزمة صحية غير مسبوقة يمر بها قطاع غزة، حيث تشهد المنظومة الصحية انهيارًا شبه كامل نتيجة نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى نقص الوقود الضروري لتشغيل الأجهزة الطبية ووحدات الدم، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي الذي طال المستشفيات وأماكن توزيع المساعدات