أمريكا تخضع لـ إسرائيل وتقيل مبعوث المفاوضات بعد وصفه لحماس بأنهم رجال طيبون

انتصار قوى حققه الكيان الإسرائيلي وذلك بعد صدور قرارًا أمريكيًا بإقالة آدم بولر المبعوث الأمريكى المكلف بالتفاوض مع حماس، وذلك بعد أيام قليلة من لقاءهم.
لم يمر لقاء المبعوث الأمريكي بولر وقادة حماس مرور الكرام ، بل شكل ذلك اللقاء ألمًا كبيرًا لدى تل أبيب، كونه صرح بأن رجال حماس " طيبون للغاية" وليسوا شياطين كما يتهمهم البعض.
من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت - في بيان أوردته قناة الحرة الأمريكية مساء اليوم السبت - "سيواصل آدم بولر العمل مع الرئيس ترامب كموظف حكومي خاص يركز على المفاوضات المتعلقة بالرهائن".
وأضافت "لعب آدم دورا حاسما في التفاوض على عودة مارك فوجل من روسيا، وسيواصل هذا العمل المهم لإعادة الأفراد المحتجزين بصورة غير قانونية في جميع أنحاء العالم إلى ديارهم".
الولايات المتحدة تنفى
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن بولر سحب ترشحه لتجنب سحب الاستثمارات من شركته الاستثمارية، ولم تكن لهذه الخطوة أي علاقة بالجدل الذي أثارته مناقشاته مع حركة حماس.
أتى هذا القرار بعد أن شن مسؤولون إسرائيليون هجومًا حادًا علي بولر، ووصفوه بأنه غير مؤهل لإدارة الملف، متهمينه بتقديم صورة مضللة عن “حماس”، من بين هؤلاء، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي طالب بتدخل فوري من واشنطن لتصحيح هذا الخطأ.
مع تزايد الغضب في إسرائيل، قاد نتنياهو حملة ضغط مكثفة على إدارة ترامب، مطالبًا بإقالة بوهلر فورًا. وردًا على ذلك، عقدت الإدارة الأمريكية اجتماعًا عاجلًا لمناقشة القضية، وبعد مشاورات مكثفة، تقرر إبعاد بوهلر عن ملف الأسرى، في خطوة ترضي إسرائيل لكنها تثير تساؤلات حول استقلالية القرار الأمريكي في قضايا الشرق الأوسط.
بينما اعتبرت تل أبيب أن الإقالة انتصارٌ دبلوماسي لها، يتساءل مراقبون عما إذا كان هذا القرار سيؤثر على العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، خاصة مع استمرار الخلافات حول سياسات واشنطن تجاه تل أبيب في قضايا مثل الدعم العسكري والتفاوض مع الفصائل الفلسطينية
وعلق بولر على رجال حماس قائلًا: "اجتماع حماس كان مفيدًا للغاية .. فالأشخاص الذين جلست معهم من حركة حماس ليسوا شياطين تخرج قرون من رؤوسهم، إنهم رجال مثلنا، إنهم أشخاص ودودون للغاية".
تراجع علنى وتوضيح قام به بولر ودون ذلك من خلال حسابه الرسمي عبر منصة "إكس" قائلًأ: "أريد أن أكون واضحًا تمامًا، لأن البعض أساء الفهم، حماس منظمة إرهابية قتلت الآلاف من الأبرياء، وأفرادها بحكم التعريف أشخاص سيئون، وكما قال الرئيس ترامب، لن يكون أي عنصر من حماس في أمان إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن فورًا".
معركة فتح وحماس لا تنتهى
من جانبها كثفت حركة فتح ورئاسة السلطة الفلسطينية هجومهما على حركة حماس عقب اللقاءات التي جمعت المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى بوفد الحركة، معتبرتين أن هذه المفاوضات تشتيت للموقف الوطني وتجاوز للشرعية الفلسطينية.
وركز الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، فى بيان له على أن هذه الاتصالات تجرّم قانونيًا، معتبرًا أنها محاولة للالتفاف على الإجماع العربي الذي برز في القمة العربية بالقاهرة، لا سيما بشأن خطة إعادة إعمار غزة والتصدي لمخططات التهجير.
ودعا حماس إلى الرشد الوطني، عبر إنهاء الانقسام وتسليم القطاع للسلطة وفق مبدأ "سلطة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد، أما بيان مفوضية الإعلام والثقافة في حركة فتح، فذهب أبعد، متهمًا حماس بتقديم "تنازلات غير وطنية" في المفاوضات، متماهيًا مع خطاب الاحتلال الذي يحمل المقاومة مسؤولية الدمار في غزة.