واشنطن تتحكم بالمشهد.. لماذا لا تخاف إيران من تهديدات أوروبا؟

رأى خبراء ومحللون أن تهديدات أوروبا لإيران بتفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات الدولية تمثل "مخالب بلا أنياب"، مشيرين إلى أن تأثير هذه العقوبات محدود للغاية مقارنة بالعقوبات الأمريكية، خصوصًا مع استحواذ الرئيس دونالد ترامب على القرار في الملف النووي وتجاهله لدور دول "الترويكا" الأوروبية.
العقوبات الأمريكية الأشد وقعًا علي طهران
وقال الخبراء إن العقوبات الأمريكية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أنها الأشد وقعًا على طهران والأكثر قدرة على شل اقتصادها، بينما تفتقر أوروبا إلى وسائل ضغط حقيقية يمكن أن تدفع إيران لتقديم تنازلات.
وحذر وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا مؤخرًا، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من أن عدم إحراز تقدم في المفاوضات قد يدفعهم لتفعيل آلية العقوبات. لكن مصادر دبلوماسية أكدت أن تأثير هذا التهديد محدود، خاصة مع إدراك طهران أن أوروبا لا تملك أدوات ضغط فاعلة.
ويرى الخبراء أن طهران لم تعد تأبه بالتهديدات الأوروبية، معتبرًا أن العقوبات الأمريكية هي وحدها القادرة على إحداث تأثير حقيقي. وأكد أن أوروبا أثبتت فشلها في لعب دور مؤثر منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وأن تعدد مواقف دول القارة العجوز أضعف قدرتها على التحرك الموحد.
حرب الـ12 يوما
وأشار المحللون إلى أن الأوروبيين فقدوا أي صلاحيات فعلية في الملف الإيراني منذ أن همّشهم ترامب، حتى أن واشنطن لم تمنحهم دور الوسيط في أي من جولات المحادثات غير المباشرة مع طهران التي توسطت فيها سلطنة عمان.
وأوضحوا أن إيران باتت تدرك تمامًا أن الرهان على أوروبا خاسر، وأن واشنطن وحدها تملك أوراق اللعبة، معتبرًا أن المشاركة الأوروبية في المفاوضات لم تعد أكثر من مضيعة للوقت.
طهران تدرك جيدا مقدار وحجم الدور الأوروبي مع إدارة ترامب، لاسيما أنها كانت تحاول طرح الوجود الأوروبي في المباحثات التي كانت تجري بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية قبل حرب الـ12 يوما، ولكنها لم تجد لذلك أي فائدة أو تأثير على الطرف الذي بيده كافة أوراق اللعبة أي المحادثات ثم المفاوضات وصولا إلى اتفاق؛ لذلك لم يصبح للدور الأوروبي حيثية أو تأثير أو رهان عليه من جانب إيران بعد أن وجدت طهران أن التعامل في المحادثات مع الأوروبيين في ظل عدم سماح ترامب بذلك، ليس أكثر من مضيعة للوقت.