عاجل

في ذكرى ميلاده.. عاطف سالم رائد الواقعية في السينما المصرية

المخرج عاطف سالم
المخرج عاطف سالم

تحل اليوم، الأربعاء 23 يوليو، الذكرى الـ104 لميلاد المخرج المصري الكبير عاطف سالم، أحد أبرز رواد السينما الواقعية في مصر والعالم العربي، وصاحب رصيد فني حافل تجاوز 70 فيلمًا شكّلوا علامة فارقة في تاريخ الفن السابع، حيث تميزت أعماله بالطرح الإنساني والاجتماعي العميق.

نشأة المخرج عاطف سالم

وُلد المخرج عاطف سالم في مثل هذا اليوم من عام 1921، بمدينة الأبيض في السودان، لأسرة مصرية كانت تعيش هناك في ظل الوجود العسكري المصري، قبل أن تنتقل إلى القاهرة وهو لا يزال طفلًا. التحق في شبابه بمعهد السينما، وبدأ مشواره الفني كمساعد مخرج مع عدد من الأسماء الكبيرة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، مثل أحمد بدرخان وأحمد جلال، قبل أن يقدم أولى تجاربه الإخراجية في عام 1952 من خلال فيلم "الحرمان".

أفلام خالدة وقضايا إنسانية

اشتهر عاطف سالم بنزعته الواقعية، حيث تناول في أعماله هموم المواطن المصري، مركّزًا على الطبقة المتوسطة وقضايا الأسرة والتربية والبطالة والصراع الطبقي. من أبرز أعماله التي ما زالت محفورة في الذاكرة:

"جعلوني مجرمًا" (1954): أحد أول الأفلام التي ناقشت قضية "صحيفة السوابق" ودفعت الدولة لتعديل القوانين المتعلقة بها.

"أم العروسة" (1963): نموذج فريد للأفلام الاجتماعية التي تسلط الضوء على حياة الأسرة المصرية في لحظات الفرح والضغط الاجتماعي.

"الحفيد" (1974): استكمال لخط الأسرة وقيم التربية في قالب درامي كوميدي إنساني نال إعجاب الجمهور لأجيال.

كما أخرج أفلامًا مهمة مثل "خان الخليلي"، "صراع في النيل"، "إحنا التلامذة"، "شباب امرأة"، و"يوم من عمري".

نبيلة عبيد وزواجهما المثير للجدل

ارتبط اسم عاطف سالم أيضًا بالفنانة نبيلة عبيد، التي اكتشفها فنيًا وأطلقها لأول مرة من خلال فيلم "مفيش تفاهم" عام 1961. وتزوجا لاحقًا لفترة قصيرة خلال السبعينات، لكن هذا الزواج انتهى سريعًا رغم استمرار التقدير الفني بينهما. وقد صرّحت نبيلة عبيد لاحقًا بأن عاطف سالم كان له دور كبير في تشكيل شخصيتها السينمائية.

تكريمات وعطاء مستمر حتى النهاية

استمر عاطف سالم في تقديم الأعمال الفنية حتى أواخر التسعينات، وكرّمه المجلس الأعلى للثقافة عام 1999 بمنحه جائزة الدولة للتفوق في الفنون، تقديرًا لإسهاماته في دعم السينما المصرية والارتقاء بمستواها الفني والاجتماعي.

وقد رحل عن عالمنا يوم 30 يوليو عام 2002 عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد أن ترك إرثًا لا يُنسى في الوجدان السينمائي المصري والعربي، ولا تزال أعماله تدرّس وتُعرض حتى اليوم كنماذج حية للفن الذي يعبر عن الناس بصدق وواقعية.

تم نسخ الرابط