وفاة الفنان القطري محمد البلم بعد تعرضه لحادث سير مؤلم

فُجع الوسط الفني في قطر والعالم العربي بوفاة الفنان القدير محمد البلم، أحد أبرز رموز المسرح القطري، الذي رحل عن عالمنا خلال الساعات الماضية، متأثرًا بإصابته في حادث سير تعرّض له قبل أيام، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية.
مسيرة فنية حافلة بالعطاء
يُعد الراحل محمد البلم أحد روّاد الحركة المسرحية في دولة قطر، حيث شكّل حجر الأساس في تأسيس فرقة مسرح السد عام 1973، وكان أيضًا عضوًا فاعلًا في فرقة الوطن المسرحية، مساهماً بشكل كبير في تطور المشهد المسرحي المحلي.
وُلد محمد البلم عام 1956، وبدأ مشواره الفني مبكرًا، إذ كانت انطلاقته من دار المعلمين في عام 1971، حين شارك كممثل في عدد من العروض المسرحية التعليمية. ومنذ ذلك الحين، واصل تطوير أدواته الفنية، ليصبح لاحقًا ممثلًا ومخرجًا ومؤلفًا مسرحيًا يحظى باحترام وتقدير كبيرين في الأوساط الثقافية والفنية.
حصل محمد البلم على درجة البكالوريوس في التمثيل والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وهناك تضارب في المصادر حول سنة تخرجه، حيث يُذكر أنه حصل على الدرجة عام 1973 في بعض المصادر، بينما تشير مصادر أخرى إلى عام 1985، وهو ما يعكس ثراء مسيرته العلمية والعملية الممتدة.
من التعليم إلى خشبة المسرح
لم يقتصر عطاؤه على المجال الفني فحسب، بل امتد إلى العمل الأكاديمي، حيث شغل عدة مناصب في وزارة التربية والتعليم القطرية، وبرز في مجال توجيه المسرح المدرسي، مساهمًا في بناء أجيال جديدة من المواهب الواعدة.
وكان الراحل حريصًا على دعم الحركة المسرحية المحلية من خلال إخراجه لعدد من العروض الناجحة، كان آخرها مسرحية "غرق"، التي حظيت باهتمام نقدي وجماهيري كبير.
حضور عربي وخليجي لافت
تميّز محمد البلم بحضوره الواسع على الساحة الفنية الخليجية والعربية، حيث شارك في العديد من المهرجانات المسرحية، ممثلًا ومخرجًا عن دولة قطر، وكان له إسهام لافت في مد جسور التواصل بين المسرح القطري ونظيره العربي.
وداع مؤلم وخسارة لا تُعوّض
برحيل محمد البلم، يفقد المسرح القطري والعربي قامة فنية نادرة، تركت بصمة لا تُنسى في وجدان الجمهور، وساهمت في تأسيس وصياغة ملامح المسرح المحلي منذ عقود.