والد الشهيد مصطفى عفيفي: ابني فضّل العائلة على المال والمناصب

عبّر السيد أنور عفيفي، والد المهندس الشهيد مصطفى عفيفي، عن حزنه العميق وألمه الكبير لفقدان نجله، واصفًا إياه بأنه كان مثالاً يُحتذى به في الخلق والجدية والبر بوالديه.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبو بكر في برنامج "آخر النهار" على قناة النهار، أكد الأب المكلوم أن مصطفى نشأ في بيت يعمه الحب والاهتمام، مع حرص خاص على راحة والدته التي كانت تمر بحالة صحية دقيقة، مما دفع نجله إلى اتخاذ قرار بترك عروض عمل مغرية في مناطق ساحلية بعيدة عن محل سكن العائلة، مفضلاً البقاء إلى جوار والديه ليكون سندًا لهم.
وقال أنور عفيفي:" كان في استطاعته السفر والعمل برواتب عالية، لكنه آثر البقاء إلى جانبنا.. كان سندًا لنا."
وأضاف أن مصطفى لم يكن مجرد شاب طموح يسعى وراء المناصب والمال، بل كان في المقام الأول ابنًا حنونًا يقدر أهمية العائلة ويضع راحة والديه فوق كل اعتبار.
تلبية حلم والده
وتحدث أنور عفيفي عن جانب آخر من شخصية نجله، قائلاً: "كنت أتمنى أن يصبح ابني مهندسًا في مجال الكهرباء، وهو استجاب لرغبتي دون تردد، واجتهد بصدق حتى حقق الحلم وتخرّج مهندسًا، ليبدأ حياته المهنية بنجاح في شركة خاصة محترمة".
وأضاف الأب أنور عفيفي، أن مصطفى لم يكن يسعى وراء الشهرة أو المصالح الشخصية، بل كان متمسكًا بقيم البساطة والطموح النظيف، وكان حريصًا على التقدم في عمله بخطوات واثقة، بعيدًا عن الطرق المختصرة أو الواسطة.
صلاة الفجر كانت عادته
أشار أنور عفيفي إلى أن ابنه الراحل كان مواظبًا على أداء صلاة الفجر في المسجد، وغالبًا ما كان الأب نفسه يصاحبه لأدائها سويًا، معتبرًا أن تلك اللحظات كانت الأقرب بينهما، وتحمل قدرًا كبيرًا من الروحانية والترابط العائلي.
وقال الأب أنور عفيفي وهو يغالب دموعه: "مصطفى كان يعتبر الفجر موعدًا مقدسًا، يحرص عليه أكثر من أي شيء، وكان يقول لي دائمًا: بابا، صلاة الفجر دي بتخليني أبدأ يومي صح"، مبينًا أن خروج مصطفى لأداء الصلاة في ذلك اليوم المشؤوم، كان استمرارًا لعادته اليومية، وأنه لم يرتكب ذنبًا أو يسبب أذى لأحد، بل خرج بقلب طاهر لأداء فرضه، فعاد إلى الله شهيدًا.
كان لا ينام إلا بعد اطمئنان والدته
ومن أبرز ما كشفه والد الشهيد أنور عفيفي، هو حسّ مصطفى الإنساني العالي وحرصه الشديد على راحة والدته، قائلاً: "كان لا يخلد إلى النوم إلا بعد أن تطمئن والدته وتنام. أحيانًا كانت تتظاهر بالنوم حتى يشعر بالارتياح ويذهب لينام".
وأوضح أنور عفيفي أن هذه اللفتات الصغيرة كانت تعكس شخصية مصطفى الحنونة المليئة بالمحبة والرحمة، والتي قلّما نجدها في شباب هذا العصر، لافتًا إلى أن قلبه كان مليئًا بحب أسرته وناسه، وكان يقدمهم على نفسه دائمًا.

فخور بابني رغم الألم
وفي ختام حديثه، قال أنور عفيفي: "رغم الألم، أنا فخور أن ابني رحل وهو على طاعة، ورفع رأسنا بحسن خلقه وتدينه. خسرته، نعم، لكني واثق أنه في مكان أفضل، لأن قلبه كان طيبًا، ونيته دائمًا صافية".
وذكر أنور عفيفي أن قصة مصطفى يجب أن تُروى للأجيال القادمة، لأنها تعكس جوهر المواطن المصري الذي يحب أسرته ووطنه ودينه، ويختار الطيب دائمًا ولو كان صعبًا. واختتم قائلًا: "مصطفى ليس مجرد ابني، بل هو ابن كل أب مصري يتمنى أن يرى في ولده هذا النقاء".