عمر بن الخطاب.. بصيرة نافذة وقيادة حكيمة في التاريخ الإسلامي (فيديو)

تناول برنامج "فكر الأئمة"، المذاع على قناة أزهري، السيرة العطرة للخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مسلطًا الضوء على شخصيته الفذة التي جمعت بين الذكاء الحاد، والفراسة النادرة، والحكمة البالغة.
وقد تميز الفاروق برؤية ثاقبة جعلت رأيه يصيب الحق في العديد من المواقف حتى قبل نزول الوحي، ما دفع النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى القول: "لو كان بعدي نبي، لكان عمر."
إلهام الوحي ورجاحة الرأي
استعرض البرنامج مواقف فارقة أثبتت مدى صواب رؤية عمر بن الخطاب، ومنها موقفه تجاه أمهات المؤمنين عندما نشب خلاف بينهن، فحذرهن من مغبة غضب الله، لينزل الوحي مؤيدًا لكلماته، مؤكدًا بذلك فراسته العميقة.
كما تطرق إلى موقفه الحازم من أسرى بدر، حيث رأى أن قتلهم سيكون رادعًا للمشركين، في حين اختار النبي صلى الله عليه وسلم الفدية، لكن الوحي جاء لاحقًا ليؤكد صحة رأي عمر. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى موقفه من زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، حين رفض الصلاة عليه بعد وفاته، فجاء الوحي بآية صريحة تمنع النبي من الصلاة على المنافقين، مما يعكس مدى توافق رؤية عمر مع التشريعات الإلهية.
عمر قائد إداري :
لم يكن عمر بن الخطاب مجرد مستشار حكيم، بل كان رجل دولة من الطراز الرفيع، أحدث ثورة إدارية في نظام الحكم الإسلامي.
فقد أرسى دعائم العدالة والمساواة بين المسلمين، وأسس نظام الدواوين لتنظيم شؤون الدولة، كما وضع التقويم الهجري الذي لا يزال معتمدًا حتى اليوم. هذه الإصلاحات لم تكن مجرد إجراءات إدارية، بل كانت رؤية استراتيجية أسهمت في ازدهار الدولة الإسلامية واستقرارها.

الإمام العادل:
كان عمر مثالًا يُحتذى به في الحكم العادل، حيث جعل مخافة الله المعيار الأسمى في كل قراراته. لم يكن يسعى وراء المجد الشخصي، بل كان حريصًا على تحقيق العدل بين المسلمين، سواء كانوا حكامًا أو محكومين.
لهذا السبب، استحق أن يكون من أعظم القادة في التاريخ الإسلامي، رجلًا تهابه الأعداء ويحبه المسلمون، ويبقى إرثه خالدًا في ذاكرة الأجيال.
لقد شكلت شخصية عمر بن الخطاب نموذجًا فريدًا في القيادة والحكمة، حيث جمع بين قوة الرأي وحسن التدبير، ليصبح أحد أكثر القادة تأثيرًا في التاريخ الإسلامي، وأحد الذين خلدتهم صفحات الزمن كرمز للعدل والإصلاح.