خبير: صفقات الدمج والاستحواذ في السوق يعكس تسارعاً ملحوظاً في التحول الرقمي

قال الدكتور محمد خليف، استشاري ريادة الأعمال والتحول الرقمي، إن موجة صفقات الدمج والاستحواذ الأخيرة في السوق المصرية، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، تعكس تسارعاً ملحوظاً في وتيرة التحول الرقمي محلياً وإقليمياً، مؤكداً أن هذا التوجه يمثل عامل جذب مهم للاستثمارات الأجنبية.
صفقات الاستحواذ في قطاع التكنولوجيا المالية
وأشار إلى أن صفقات الاستحواذ في قطاع التكنولوجيا المالية تستند إلى عاملين رئيسيين، أولهما وجود سوق ضخم في مصر يُعد من أكبر الأسواق في المنطقة، وهو ما يجعل من قطاع التكنولوجيا المالية نقطة جذب أساسية للمستثمرين، خاصة مع وجود شركات مصرية ناشئة تمتلك قدرات تكنولوجية وابتكارية عالية.
أما العامل الثاني، فهو التنظيم الجيد الذي تديره المؤسسات الحكومية المصرية مثل البنك المركزي وهيئة الرقابة المالية، حيث تعمل هذه الجهات على تهيئة بيئة محفّزة للتعامل مع التطبيقات الرقمية الحديثة، ودمجها ضمن المنظومة الاقتصادية والمجتمعية.
مصر تمتلك قاعدة مستخدمين ضخمة
ونوه الدكتور خليف إلى أن مصر تمتلك قاعدة مستخدمين ضخمة تصل إلى 96 مليون مستخدم للإنترنت، ما يعزز من قدرة السوق على استيعاب الحلول الرقمية، خاصة التطبيقات المالية، التي تُعد من أكثر مجالات التحول الرقمي نشاطاً ونمواً في مصر.
منصات رقمية متكاملة تعزز الاقتصاد الرقمي
وفيما يتعلق بتأثير هذه الصفقات على بناء منصات رقمية متكاملة، أشار الدكتور خليف إلى أن عمليات الدمج تؤدي إلى توسيع نطاق الخدمات التي تقدمها الشركات، ما يزيد من القيمة المضافة، مضيفا:" فكل صفقة اندماج تساهم في تقديم حزمة أوسع من الحلول الرقمية، مثل الدفع الإلكتروني، أو الإقراض الرقمي، وتطبيقات إدارة الأموال، مما يُمهد الطريق أمام ظهور "المنصة الشاملة"، على غرار المنصات العملاقة في الأسواق العالمية.
ثقة تتجدد في الاقتصاد المصري
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان نشاط هذه الصفقات يُعد مؤشرًا على تجدد الثقة في الاقتصاد المصري رغم التحديات الأخيرة، أوضح الدكتور خليف أن قطاع التكنولوجيا المالية، إلى جانب التجارة الإلكترونية، يُعد من أكثر القطاعات الواعدة في مصر والمنطقة العربية.
وأكد أن الزخم الحاصل يعكس عوامل متكاملة من بينها وجود تنظيم مرن، وسوق نشط، ومستخدمين منفتحين على التحول الرقمي، مشيراً إلى أن هذه العناصر تعزز من فرص الاقتصاد المصري للنمو من خلال قنوات التحول الرقمي.
ونوّه في ختام حديثه إلى أن الإقبال الاستثماري في هذا القطاع هو نتيجة مباشرة للفرص الحقيقية المتوفرة، التي لم تعد مقتصرة على الشركات المحلية، بل باتت محور اهتمام للكيانات الإقليمية والدولية التي ترى في السوق المصري نقطة انطلاق نحو أسواق أخرى.