برلمانية: فشل ذريع في حادث سنترال رمسيس رغم إعلان التحول الرقمي

وصفت النائبة منى عبد الناصر، عضو مجلس النواب، ما حدث نتيجة حريق سنترال رمسيس بأنه "فشل ذريع"، مؤكدة أن الحادث كشف عن هشاشة البنية التحتية الرقمية في مصر، رغم ما يُعلن عن التحول الرقمي.
وقالت منى عبد الناصر، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الستات" على قناة النهار، إن الحديث عن "مصر الرقمية" لا يجوز أن ينفصل عن واقع البنية التقنية التي أثبتت ضعفها عندما توقف مركز واحد فقط.
تعطل البورصة والمطارات
أشارت منى عبد الناصر إلى أن تداعيات الحريق لم تقتصر على توقف الإنترنت أو الاتصالات، بل طالت قطاعات حيوية مثل البورصة، التي علقت جلستها، بالإضافة إلى تعطل بعض خدمات التحويلات المالية والمطارات.
وأضافت منى عبد الناصر: "وصلنا لدرجة إن الطيارات وقفت، والبوردينج فاز اتكتب عليه (out of service).. يعني دي مش مشكلة صغيرة، ده شلل كامل في الدولة."
نقطة واحدة خطر
انتقدت منى عبد الناصر اعتماد منظومة الاتصالات في مصر على مركز واحد لإدارة البيانات والخدمات الإلكترونية، مشيرة إلى أن ما حدث يُعد نموذجًا لـ"Single Point of Failure"، وهو أمر مرفوض في عالم الشبكات الحديثة.
وقالت منى عبد الناصر: "ما ينفعش نسيب قلب مصر الرقمي في مكان واحد فقط.. لازم يكون في نسخ احتياطية، وخطط طوارئ جاهزة."
البيانات للعاصمة الإدارية
أوضحت منى عبد الناصر أن مصر تمتلك بالفعل بنية رقمية قوية تم إنشاؤها في العاصمة الإدارية الجديدة، وتساءلت: "لماذا لم يتم نقل مراكز البيانات الحيوية إليها حتى الآن؟"
وأردفت منى عبد الناصر: "الهدف مش المكان بس، الهدف إنك توزع المخاطر وما تعتمدش على مبنى واحد ممكن يتحرق أو يتعرض لهجوم أو عطل."
الحل في التعدد والتوزيع
أرجعت عبد الناصر مسؤولية ما حدث إلى الحكومة ككل، معتبرة أن وزارة الاتصالات هي الجهة الأساسية، ولكنها شددت على أن الأمر يتطلب مسؤولية تضامنية بين كافة الأجهزة التنفيذية، وعلى رأسها مجلس الوزراء.
وأكدت: "مش مهم نعرف مين المسؤول دلوقتي، المهم نتحرك ونحط حلول منطقية وعملية زي ما العالم كله بيعمل."
استرداد بيانات احتياطية
اقترحت منى عبد الناصر إنشاء ما يُعرف بـ"Recovery Centers" أو مراكز استرداد البيانات في أكثر من محافظة، بحيث تكون قادرة على تشغيل الخدمات فورًا في حال توقف أي مركز رئيسي.
وشددت منى عبد الناصر على أن هذه المراكز يجب أن تكون مجهزة لتعمل تلقائيًا دون تدخل بشري، لحماية الأمن القومي الرقمي للبلاد.

دعوة للتعلم من الدرس
اختتمت منى عبد الناصر مداخلتها بتحذير واضح: "ما حدث في سنترال رمسيس هو جرس إنذار قوي جدًا.. والكارثة الأكبر هي تجاهله."
ودعت منى عبد الناصر إلى تسريع وتيرة الإصلاحات في البنية الرقمية وتوزيع البيانات والخوادم الحساسة بشكل مدروس، مؤكدة أن الاعتماد على "قلب رقمي واحد" هو أكبر تهديد يواجه مشروع التحول الرقمي المصري.