عاجل

قطاع الأثر يعلن عن تفاصيل اكتشاف أثري جديد في سوهاج (فيديو)

كشف أثري بسوهاج
كشف أثري بسوهاج

أعلن محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار في المجلس الأعلى للآثار، عن اكتشاف أثري جديد ذي أهمية كبيرة في جبانة جبل أنوبيس بمحافظة سوهاج، حيث تم العثور على مقبرة ملكية تعود إلى عصر الاضمحلال الثاني، وهي الفترة التي سبقت حكم الهكسوس لمصر.

وفي مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضح عبد البديع أن هذه الفترة كانت من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخ مصر القديمة؛ حيث شهدت البلاد تقسيمًا إداريًا بين عدة أسر حاكمة، مما أدى إلى فقدان مصر وحدتها السياسية.

 وأضاف "عبد البديع" أن مصر الوسطى كانت تُدار من منطقة معينة، في حين كانت مصر العليا تحت إدارة ملوك آخرين، وهو ما جعل تلك الحقبة ضبابية في السجلات التاريخية المصرية.

المقبرة الملكية الجديدة

وأشار رئيس قطاع الآثار إلى أن المقبرة الملكية المكتشفة، تمتاز بتصميمها الفريد وتراثها المختلف عن العصور السابقة، مما يجعلها إضافة بالغة الأهمية لدراسة التاريخ المصري القديم. ولفت إلى أن المقبرة تقع أسفل الجبل وتم تبطين جدرانها بالحجر الجيري، مع وجود نقوش أثرية تعكس الطراز الفني والهندسي السائد خلال تلك الفترة.

ورغم أن تصميم المقبرة يبدو بسيطًا مقارنة بالمقابر الملكية الكبرى، إلا أنها تتشابه في كثير من الجوانب مع مقابر ملوك الأسرة التي حكمت أبيدوس، وهي العاصمة الدينية والإدارية لمصر في ذلك الوقت. كما أشار عبد البديع إلى أن الاكتشاف يساهم في سد فجوات تاريخية حول فترة الاضمحلال الثاني، التي تعد إحدى الحلقات المفقودة في التاريخ المصري.

التاريخ المصري القديم

أكد عبد البديع أن هذه المقبرة تعد بمثابة حلقة جديدة في كشف أسرار العصر الانتقالي الثاني، وهي فترة شهدت تغيرات سياسية واقتصادية كبرى أدت في النهاية إلى دخول الهكسوس إلى مصر. وأوضح أن دراسة تفاصيل هذه المقبرة قد تسلط الضوء على طبيعة الحكم والأسرة الملكية التي كانت تدير تلك المنطقة، فضلاً عن التقاليد الجنائزية التي كانت متبعة في ذلك العصر.

التنقيب الأثري

وأشار إلى أن هذا الاكتشاف يعد امتدادًا لجهود فرق التنقيب الأثري، التي تعمل بشكل مكثف على استكشاف المزيد من الأدلة حول الفترات غير الموثقة بدقة في التاريخ المصري، لافتًا إلى أن تحليل المواد الأثرية والنقوش المكتشفة سيساعد في تقديم صورة أكثر وضوحًا عن تلك الحقبة الزمنية.

وأكد عبد البديع أن العمل جارٍ لدراسة المقبرة بشكل أعمق، مع استخدام تقنيات حديثة مثل المسح الجيولوجي والتصوير ثلاثي الأبعاد لتحليل البنية الداخلية للموقع. مشددًا على أهمية استمرار عمليات التنقيب في هذه المنطقة، التي قد تخفي اكتشافات أثرية أخرى يمكن أن تسهم في إعادة رسم ملامح التاريخ المصري القديم.

تم نسخ الرابط