خبير اقتصادي: الاستثمارات السعودية في مصر تتجاوز 38 مليار دولار

أكد الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، أن العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والمملكة العربية السعودية تشهد طفرة واضحة ومتزايدة، مستندة إلى تشابه كبير في برامج التنمية التي تنفذها الدولتان.
وأشار جاب الله خلال لقائه في برنامج "الساعة 6" على قناة الحياة، إلى أن مصر بدأت منذ عام 2016 تنفيذ مشروع نهضة شاملة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يركز على تحقيق تنمية متوازنة تشمل كافة القطاعات والمناطق الجغرافية، مع مراعاة الخصوصيات المحلية والمعايير الدولية.
رؤية تنموية شاملة
وفي السياق ذاته، أوضح أن السعودية تنفذ رؤية تنموية شاملة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تستهدف تحديث الدولة في شتى المجالات، من خلال مشروعات ضخمة مثل مدينة "نيوم"، وتطوير الصناعات البترولية والبتروكيماويات، إلى جانب الطفرة التنموية التي تشهدها مكة والمدينة ومناطق الرياض، بالإضافة إلى المجالات السياحية والترفيهية والرياضية.
تعزيز العلاقات الاقتصادية
وأكد جاب الله أن هذا التقارب في الرؤى التنموية ساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% بشكل مستدام خلال السنوات الأخيرة.
كما أوضح أن الاستثمارات السعودية في مصر تجاوزت 38 مليار دولار، ما يعكس ثقة واضحة في الاقتصاد المصري وقدرته على جذب رؤوس الأموال الخليجية.
ومن جانب آخر، أشار إلى أن مصر تمتلك استثمارات نشطة في السوق السعودي تتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار، من خلال أكثر من 2600 شركة مصرية تعمل بشكل فعّال في المملكة، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وتحولها إلى شراكة اقتصادية حقيقية.
واختتم الدكتور وليد جاب الله تصريحاته بالتأكيد على أن التعاون الوثيق بين مصر والسعودية لا يقتصر على البعد الاقتصادي فقط، بل يشكل رافدًا هامًا لاستقرار المنطقة العربية بأسرها، ويؤسس لتحالف تنموي طويل الأمد يخدم مصالح الشعبين ويعزز من قوة الإقليم في مواجهة مختلف التحديات المستقبلية.
القاهرة والرياض تكملان بعضهما
في سياق متصل، أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر والسعودية تمثلان ركيزتين أساسيتين لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى وجود تبادل أدوار متكامل بين البلدين في التعاطي مع أبرز ملفات الإقليم، بما يعكس رؤية موحّدة تجاه الحفاظ على الأمن القومي العربي.
القاهرة والرياض تكملان بعضهما البعض
وخلال لقائه في برنامج الساعة 6 على قناة "الحياة"، والذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى، أوضح عاشور أن القاهرة والرياض تكملان بعضهما البعض في معالجة القضايا المعقدة التي تشهدها المنطقة، مثل الأوضاع في ليبيا، السودان، سوريا، وقطاع غزة، لافتًا إلى أن هناك توافقًا واضحًا في المواقف والسياسات بين العاصمتين في هذه الملفات.
وأشار إلى أن الملف الفلسطيني يُعد أبرز مثال على وحدة الموقف المصري السعودي، حيث دعت مصر إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، وهو ما دعمته السعودية بشكل واضح، إذ علّقت التعاون المحتمل مع الولايات المتحدة لحين تنفيذ حل الدولتين، وهو المبدأ الذي لطالما نادت به القاهرة.