هل الأوضاع في سوريا تتصاعد نحو"الأسوأ"؟..خبير يحذرمن التدخلات الاقليمية|فيديو

حذر أشرف أبو الهول، مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، من التصعيد المتواصل في الأوضاع بسوريا، خاصة في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، مشيراً الي مخاطر تفاقم الأزمة وتدخلات إسرائيلية وإقليمية تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي السوري ،موكدًا أن الوضع "في منتهى الخطورة" ويتطور بسرعة كبيرة.
انسحاب مقاتلي العشائر
وأشار أبو الهول في مداخلة هاتفية لقناة " اكسترا نيوز " إلى أن هناك أنباء عن انسحاب مقاتلي العشائر من بعض مناطق السويداء، لكنه لفت إلى أن التوتر لا يزال مرتفعًا، مع وجود حشد وشحن في كل سوريا والمنطقة.
وأضاف: هناك أنباء عن استعداد العشائر والقبائل والبدو ليس فقط في سوريا، بل في العراق والأردن أيضًا، للمشاركة في أي مواجهة إذا تجددت.
كما أشار إلى تقارير تفيد بأن بعض الدروز في إسرائيل، بما في ذلك مجندو الجيش الإسرائيلي (الذين يزيد عددهم عن 2000)، قد يعلنون استعدادهم للتدخل في السويداء إذا استمرت الاشتباكات.
إسرائيل وورقة الأقليات
عند سؤاله عن الدور الإسرائيلي في تأجيج التوترات، أكد أبو الهول أن إسرائيل تسعى منذ عقود إلى تحويل سوريا إلى دويلات طائفية، بهدف إنهاء أي مطالبة باستعادة الجولان المحتل.
وأشار إلى أن تل أبيب تستغل ملف الأقليات، بما في ذلك تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي هدّأ فيها الدروز الإسرائيليين وحذرهم من عبور الحدود، بينما تواصل إسرائيل دعم الفوضى في الداخل السوري.
ولفت أبو الهول إلى أن جزءًا من الأزمة يعود إلى سلوك بعض المنتمين للقوات السورية من ذوي الخلفيات السلفية المتشددة، الذين ينتهجون سياسات عنيفة ليس فقط ضد الدروز، بل أيضًا ضد العلويين ومكونات أخرى.
وأضاف: في اليومين الماضيين، اقترب عدد القتلى من 1000، والأمر ليس جديدًا، فقبل أشهر قُتل الآلاف في اشتباكات مع العلويين في مناطق الساحل.
وحذر من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يدفع القبائل العربية والبدو في المنطقة إلى التدخل، مما قد يفتح الباب أمام تدخلات إقليمية إسرائيلية وتركية، خاصة في مناطق مثل حلب والجولان.
واختتم أبو الهول حديثه بالتشديد على ضرورة التعامل بحذر شديد مع هذا الملف، داعيًا إلى "زرع مبدأ المواطنة" وبناء الثقة بين المكونات السورية،موضحًا أن التوترات بين الدروز والمجتمع الإسلامي ليست جديدة، بل تمتد جذورها إلى خلافات عقائدية تاريخية، حيث يعتبر بعض السنة الدروز "غير مسلمين"، بينما يرون أنفسهم جزءًا من المذهب التوحيدي الإسلامي.
وشدد على أن معظم القوات الجديدة في سوريا من خلفيات سلفية متشددة، مما يزيد من حدة التوترات، ودعا الدول العربية إلى الضغط على الحكومة السورية لاحتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى حرب إقليمية مفتوحة.
يذكر أن محافظة السويداء تشهد توترات متصاعدة منذ أسابيع، وسط اشتباكات بين مقاتلي العشائر والقوات الحكومية، في وقت تحاول فيه جهات إقليمية استغلال الأوضاع لفرض أجنداتها.