جرثومة المعدة تهدد صحتك في صمت.. تعرف على الأعراض والمضاعفات والعلاج

تعد جرثومة المعدة (Helicobacter pylori) من أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا حول العالم، وتصيب أكثر من نصف سكان الأرض، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ورغم أنها قد تظل ساكنة في جسم الإنسان دون أعراض، فإن إهمال علاجها يمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة تبدأ بمشاكل هضمية بسيطة وتنتهي بسرطانات المعدة.

وفي السطور التالية، ننشر ما يحدث لجسمك عندما تتجاهل علاج جرثومة المعدة، مستندين إلى أحدث الدراسات التي نشرتها مواقع طبية عالمية مثل Medical News Today وWebMD وHealthline.

كيف تدخل جرثومة المعدة إلى جسمك؟

تنتقل جرثومة المعدة عادة من خلال الطعام أو الماء الملوث، أو من خلال الاتصال المباشر بلعاب أو إفرازات شخص مصاب. وتبدأ بالاستقرار في جدار المعدة، حيث تفرز إنزيمات تقلل من حموضتها، مما يساعدها على النجاة داخل بيئة المعدة الحمضية.

أعراض خفية قد تتجاهلها

في بداية الإصابة، قد لا تظهر أعراض واضحة، وهو ما يجعل الكثيرين يهملون الفحوصات الطبية. لكن مع مرور الوقت، تبدأ علامات مثل:

• الشعور الدائم بالانتفاخ والغثيان
• آلام في المعدة خاصة بعد الأكل
• رائحة الفم الكريهة
• فقدان الشهية والوزن

ورغم بساطة هذه الأعراض، إلا أنها قد تكون مقدمة لتحولات خطيرة في الجهاز الهضمي.

ماذا يحدث إذا لم تعالجها؟

حسب تقرير نشره موقع Healthline، فإن تجاهل علاج Helicobacter pylori يفتح الباب أمام عدة مضاعفات خطيرة، أبرزها:

قرحة المعدة والأمعاء

البكتيريا تضعف بطانة المعدة، مما يؤدي إلى تقرحات مؤلمة يمكن أن تسبب نزيفًا داخليًا، وقد يحتاج الأمر إلى تدخل طبي عاجل إذا تفاقمت الحالة.

التهابات مزمنة في المعدة

جرثومة المعدة مسؤولة بشكل مباشر عن التهاب المعدة المزمن، مما يؤدي إلى ضعف في امتصاص العناصر الغذائية، ويعرض الجسم لنقص الحديد والفيتامينات.

الأنيميا ونقص الحديد

إحدى الدراسات التي نشرها Mayo Clinic عام 2025 أثبتت أن الإصابة بجرثومة المعدة قد تؤدي إلى نقص الحديد، نتيجة تضرر بطانة المعدة واضطراب عملية الامتصاص.

سرطان المعدة

واحدة من أخطر نتائج إهمال جرثومة المعدة. فقد أدرجتها منظمة الصحة العالمية ضمن مسببات السرطان من النوع الأول. وتؤكد الدراسات أن استمرار الالتهابات غير المعالجة يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة تتجاوز 6 أضعاف مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

مشاكل في القلب والكبد

دراسات جديدة أشارت إلى أن العدوى المزمنة بجرثومة المعدة ترتبط بزيادة معدلات أمراض القلب والكبد بسبب الالتهابات المستمرة والاستجابة المناعية المفرطة التي يطلقها الجسم.

هل تؤثر على الأطفال؟.. والمضاعفات أخطر

يحذر الأطباء من تجاهل جرثومة المعدة عند الأطفال، إذ تؤثر سلبًا على نموهم بسبب ضعف امتصاص العناصر الغذائية، كما تسبب مشاكل سلوكية مثل العصبية الزائدة والضعف العام.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينصح الخبراء بالتوجه الفوري إلى الطبيب عند ظهور أي من الأعراض التالية:

• ألم حاد في البطن لا يزول
• دم في البراز أو القيء
• فقدان الوزن المفاجئ
• إرهاق دائم دون سبب واضح

ويتم تشخيص جرثومة المعدة من خلال اختبارات تنفسية أو تحليل الدم والبراز، وأحيانًا تنظير المعدة.

كيف يتم العلاج؟

يعتمد العلاج على ما يعرف باسم "العلاج الثلاثي" الذي يتضمن:

• مضادين حيويين لقتل البكتيريا
• مثبط مضخة البروتون لتقليل الحموضة وتحسين امتصاص الأدوية

وفي بعض الحالات يتم استخدام علاج رابع يشمل مضاد حموضة ومضاد بكتيري إضافي لضمان القضاء التام على البكتيريا، خاصة في حال مقاومة المضادات الحيوية.

نصائح للوقاية من العدوى

• غسل اليدين جيدًا قبل الطعام وبعد دخول الحمام
• شرب المياه النظيفة والمعقمة
• تجنب الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا
• عدم مشاركة الأواني أو الطعام مع الآخرين