عاجل

استشاري يحذر من تداعيات جرثومة المعدة ومضاعفاتها الخطيرة |فيديو

أرشيقية_ جرثومة المعدة
أرشيقية_ جرثومة المعدة

تُعد جرثومة المعدة "هليكوباكتر بايلوري" من أخطر أنواع البكتيريا التي تصيب الجهاز الهضمي، حيث تتغلغل في الطبقة المخاطية للمعدة مسببة التهابات قد تتطور إلى قرح معدية أو مضاعفات أكثر خطورة.

 حول هذا الموضوع، أوضح الدكتور محمود حلبلب، أستاذ علم الجراثيم والأمراض المعدية، خلال مداخلة في برنامج "صباح جديد" على قناة "القاهرة الإخبارية"، طبيعة هذه الجرثومة وكيفية انتشارها وتأثيرها على صحة الإنسان.

اكتشاف جرثومة المعدة

سلّط الدكتور حلبلب الضوء على قصة اكتشاف جرثومة المعدة عام 1982 على يد العالمين الأستراليين روبن وورن وباري مارشال. 

في البداية، قوبل بحثهما بتشكيك واسع في الأوساط العلمية، حيث كان من غير المصدق أن بكتيريا قد تكون مسؤولة عن قرح المعدة التي كانت تُعزى آنذاك إلى التوتر أو الأطعمة الحارة.

 إلا أن مارشال أثبت صحة نظريته بشكل غير تقليدي عندما تناول الجرثومة بنفسه وأصيب بأعراضها، ثم تعافى باستخدام المضادات الحيوية. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى تغيير مفاهيم الطب وحصول العالمين على جائزة نوبل في الطب عام 2005.

الدول النامية والمتقدمة

وأشار الدكتور حلبلب، إلى أن انتشار جرثومة المعدة يختلف بشكل كبير بين الدول النامية والدول المتقدمة. ففي الدول النامية، تتراوح نسبة الإصابة بين 70% و90%، حيث تنتقل العدوى غالبًا في سن الطفولة بسبب الظروف البيئية ونقص التوعية الصحية. 

أما في الدول المتقدمة، فتتراوح نسبة الإصابة بين 20% و50%، وغالبًا ما تحدث العدوى في مرحلة البلوغ، نتيجة اتباع معايير صحية أفضل مقارنة بالدول النامية.

أعراض غير واضحة

وأوضح أستاذ علم الجراثيم والأمراض المعدية، أن نحو 80% إلى 90% من المصابين قد لا تظهر عليهم أعراض واضحة. ومع ذلك، يعاني بعضهم من مشكلات هضمية تشمل آلامًا في المعدة، انتفاخًا، غثيانًا، وحرقة. 

وتابع: «في الحالات المتقدمة، قد تتسبب البكتيريا في التهاب مزمن أو قرحة معدية .. وأن نسبة قليلة جدًا من المصابين، تتراوح بين 2% و3%، قد تواجه مضاعفات خطيرة تصل إلى الإصابة بسرطان المعدة».

تشخيص الجرثومة

وأكد الدكتور حلبلب على أهمية التشخيص المبكر لجرثومة المعدة للحد من مضاعفاتها المحتملة. 

وأوضح أن هناك عدة طرق لتشخيص الإصابة، منها اختبار التنفس الذي يعد من أكثر الفحوصات دقة وبساطة، بالإضافة إلى المنظار الهضمي الذي يُستخدم لأخذ عينات من جدار المعدة. كما يمكن تشخيص الجرثومة من خلال تحاليل الدم أو البراز.

القضاء على الجرثومة

أما فيما يتعلق بالعلاج، فقد شدد أستاذ علم الجراثيم والأمراض المعدية،على أهمية التدخل الطبي لجميع المرضى الذين تظهر نتائج فحوصهم إيجابية. ويعتمد العلاج على تناول مجموعة من المضادات الحيوية مع أدوية تقلل حموضة المعدة، بهدف القضاء التام على الجرثومة وتقليل احتمالية تكرار الإصابة.

 

التوعية والوقاية

في ختام حديثه، دعا الدكتور محمود حلبلب إلى ضرورة تعزيز التوعية حول سبل الوقاية من جرثومة المعدة، وأوصى بتجنب تناول الأطعمة الملوثة، والحرص على غسل اليدين جيدًا قبل الأكل، وتحسين مستوى النظافة الشخصية، خاصة في البيئات ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

تم نسخ الرابط