عاجل

باحثة سياسية: لا توجد آليات ضغط حقيقة لوقف جرائم الحرب في غزة

غزة
غزة

تحدثت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية عن مستقبل المحاسبة الدولية للاحتلال الإسرائيلي في ظل تصريحات منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ بشأن ضرورة محاسبة إسرائيل.

غياب الآليات القانونية والتنفيذية

وفي بداية حديثها عبر قناة إكسترا نيوز، أوضحت حداد أن الواقع السياسي والقانوني الحالي لا يشير إلى وجود نية فعلية لمحاسبة إسرائيل، مؤكدة أن هناك العديد من الانتهاكات الموثقة التي تم رفعها إلى محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، دون أن تقابل بأي خطوات تنفيذية على الأرض.

غياب الآليات القانونية والتنفيذية

وأشارت الباحثة السياسية إلى أن المجتمع الدولي، رغم امتلائه بالتصريحات والمواقف الإعلامية، يفتقر حتى اللحظة إلى خطة استراتيجية واضحة تتيح تنفيذ القوانين ومساءلة الاحتلال عن جرائمه، مؤكدة أن غياب الإرادة الدولية، إلى جانب سيطرة "الفيتو الأمريكي" داخل مجلس الأمن، يمثلان عائقًا جوهريًا أمام إيقاف العدوان على غزة.

سياسات التهجير والنزوح.. مستمرة بلا رادع

ونوهت حداد إلى أن الفلسطينيين في غزة تعرضوا لعمليات نزوح متكررة تفوق العشرين مرة من منطقة إلى أخرى، تحت تهديدات مباشرة برسائل على هواتفهم المحمولة، موضحة أن ما يجري على الأرض لا يُعد حربًا، بل عدوانًا مستمرًا يستهدف المدنيين والأطفال والنساء بشكل منهجي، وسط صمت دولي مريب.

واقع قطاع غزة.. نحو تفكيك جغرافي وديموغرافي

حذرت تمارا حداد من الخطط الإسرائيلية لإعادة رسم خريطة قطاع غزة وفقًا لمخططات الاحتلال، مشيرة إلى أن ما يحدث من شق محاور جديدة وفصل المناطق بعضها عن بعض، هو تمهيد لتحويل غزة إلى كانتونات معزولة، مؤكدة أن إنشاء "محور ميجن عوز"، الذي يفصل شرق خان يونس عن غربها، لم يتم بين ليلة وضحاها، بل تم الإعداد له مسبقًا كجزء من هندسة سياسية وعسكرية للقطاع.

تهجير قسري 

أشارت الباحثة إلى أن الاحتلال يسعى إلى خلق بيئة ضاغطة تؤدي في النهاية إلى التهجير القسري أو الطوعي لسكان غزة، عبر تقليص المساحات المتاحة للمدنيين، وربط مناطق معينة بتفتيش أمني دقيق.
ونوهت إلى أن ما يُطرح إعلاميًا كحلول إنسانية، كفصل المدنيين عن كوادر المقاومة، ما هو إلا مقدمات لفصل سياسي أوسع وهيكلة جديدة للمجتمع الفلسطيني.

مفاوضات واهية وكسب للوقت
وفيما يخص التصريحات الأمريكية الأخيرة حول وجود أجواء إيجابية في مسار المفاوضات، أوضحت حداد أنه لا يمكن مطابقة هذه التصريحات مع الواقع الميداني، حيث لا يتوقف سقوط الشهداء، والذي بلغ خلال دقائق فقط من الحديث أكثر من 20 شهيدًا، مؤكدة أن نتنياهو يستغل الوقت للمراوغة السياسية وكسب المزيد من المكاسب العسكرية على الأرض، قبل القبول بأي ورقة تفاوضية.

 

تم نسخ الرابط