بعد رفضه اتفاق وقف النار مع دمشق.. من هو الشيخ حكمت الهجري؟

تصدر الشيخ حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية، قائمة تريند محرك بحث "جوجل" في مصر، خلال الساعات الأخيرة، وذلك بعد رفضه اتفاق وقف النار مع دمشق، مؤكدًا على استمرار القتال حتى تحرير كامل تراب محافظة السويداء.
ونستعرض معكم متابعي وزوار موقع «نيوز رووم» الإخباري، في هذا التقرير، من هو الشيخ حكمت الهجري بعد رفضه اتفاق وقف النار مع دمشق.
من هو الشيخ حكمت الهجري؟
وجاءت التفاصيل الكاملة حول تساؤل «من هو الشيخ حكمت الهجري؟»، كما يلي:-
الشيخ حكمت سلمان الهجري يعد من الشخصيات الدينية البارزة في سوريا، حيث يشغل منصب الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، ويعتبر الهجري مرجعًا هامًا على الصعيدين الديني والاجتماعي في منطقة السويداء، وله تأثير كبير في توجيه المجتمع الدرزي في سوريا.
وُلد الشيخ حكمت الهجري في 9 يونيو 1965 في فنزويلا، حيث كان والده يعمل في تلك الفترة، وبعد سنوات عاد إلى سوريا ليكمل دراسته الأساسية والثانوية، ثم التحق بجامعة دمشق في عام 1985 لدراسة الحقوق، ليحصل على شهادته في عام 1990.
في عام 2012، أصبح الشيخ حكمت الهجري رئيسًا روحيًا للطائفة الدرزية بعد وفاة شقيقه أحمد في حادث سير، ليكمل مسيرة العائلة في هذا المنصب الذي يتم توارثه منذ القرن التاسع عشر، وفي فترة قيادته شهدت الطائفة انقسامًا في الهيئة الروحية إلى قسمين، الأول بقيادته في بلدة القنوات، بينما الثاني كان تحت إشراف الشيخين حمود الحناوي ويوسف جربوع في منطقة عين الزمان.

وعُرف حكمت الهجري في البداية بتأييده لنظام بشار الأسد، مما أدى إلى تراجع شعبيته داخل المجتمع الدرزي، ومع اندلاع الثورة السورية واجه ضغوطًا لإعلان موقف واضح من النظام، خاصة بعد سقوط قتلى من المتظاهرين برصاص الأجهزة الأمنية.
وفي 25 يناير 2021، تعرض لإهانة من رئيس فرع المخابرات العسكرية لؤي العلي خلال مكالمة هاتفية استفسر فيها عن مصير أحد معتقلي السويداء، مما أثار غضبًا واسعًا واحتجاجات في المنطقة.
بعد انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، دعا الشيخ حكمت الهجري إلى ضرورة عقد حوار وطني شامل برعاية دولية، بهدف التوصل إلى حكومة انتقالية تمثل كافة شرائح الشعب السوري، وفي مقابلة تلفزيونية جرت في يناير 2025، أكد الهجري أن الوقت لم يحن بعد للحديث عن تسليم السلاح، مؤكدًا أن هذا المطلب "غير مقبول تمامًا" حتى يتم تأسيس الدولة الجديدة وإعداد الدستور الذي يضمن حقوق المواطنين كافة.
في 17 فبراير 2025، أصدر الشيخ حكمت الهجري بيانًا أكد فيه على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بكل مكوناتها، رافضًا تمامًا أي دعوات للانفصال أو إعادة تمكين الفاسدين في أجهزة الدولة، كما شدد على ضرورة تأسيس إدارة مدنية تكنوقراطية بعيدًا عن أي انتماءات عرقية أو دينية أو سياسية، محذرًا من أن غياب البوصلة الوطنية بعد سقوط النظام قد يؤدي إلى تدهور الوضع في البلاد.
أعرب الشيخ حكمت الهجري عن مواقف متباينة تجاه الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث أشار في تسجيل مصور إلى عدم وجود توافق بينه وبين حكومة دمشق، واصفًا إياها بالتطرف ومطالبتها بالعدالة الدولية، كما أكد أن السلطات تسعى إلى زرع الانقسامات في محافظة السويداء عبر اختيار شخصيات غير مقبولة لتمثيل المنطقة، وفي ذات السياق، رفض الهجري الاعتراف بالإعلان الدستوري، مؤكدًا أنه "يفتقر إلى المنطق".
الشيخ حكمت الهجري يرفض وقف إطلاق النار في السويداء
عبّر الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري، مساء الأربعاء، عن رفضه لاتفاق وقف إطلاق النار في السويداء.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء بعد يوم واحد من إعلان مشابه، فيما سجلت اشتباكات متقطعة غداة دخول القوات الحكومية هذه المدينة ذات الغالبية الدرزية.
في مساء اليوم الأربعاء، أعرب الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، عن معارضته الشديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية عن التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وذلك بعد يوم واحد من إعلان مماثل، في الوقت نفسه، شهدت المدينة التي تضم أغلبية درزية اشتباكات متفرقة عقب دخول القوات الحكومية إليها.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، نقلاً عن مصدر في وزارة الداخلية، بأنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يشمل نشر حواجز أمنية في المدينة ودمجها بالكامل ضمن الدولة السورية.
وفي السياق نفسه، أعلن الزعيم الدرزي الشيخ يوسف جربوع، يوم الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يقضي بوقف العمليات العسكرية وإنهاء وجود السلاح خارج إطار الدولة.

وأوضح جربوع في تصريح له أنه تم الاتفاق على وقف كافة الأعمال العسكرية في السويداء، إضافة إلى عودة الجيش إلى ثكناته.
ما موقف حكمت الهجري؟
أكد حكمت الهجري، زعيم طائفة الموحدين الدروز، على "ضرورة الاستمرار في الدفاع المشروع، واستمرار القتال حتى تحرير كامل تراب محافظتنا من هذه العصابات دون قيد أو شرط، ونعتبر ذلك واجبا وطنيا وإنسانيا وأخلاقيا لا تهاون فيه".
وأضاف: "ندعو ما تبقى من فلول هذه العصابات إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم لشبابنا الأبطال، ونُشدد على أبنائنا، أن من يسلّم سلاحه فهو في عهدتنا، فلا يُهان ولا يُنكّل به، فهذا من شيمنا وأخلاقنا التي تربّينا عليها، ولا نقابل الباطل بمثله، بل نرتقي عليه بثبات الحق وعدالة القيم".
وأوضح: "كما نؤكد للرأي العام المحلي والدولي، أنه لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع هذه العصابات المسلحة التي تُسمّي نفسها زورا حكومة، ونُحذر من أن أي شخص أو جهة تخرج عن هذا الموقف الموحّد، وتقوم بالتواصل أو الاتفاق من طرف واحد، ستُعرض نفسها للمحاسبة القانونية والاجتماعية دون استثناء أو تهاون".