عباس شراقي يكشف: تصريحات ترامب بشأن سد النهضة دعم واضح لمصر |فيديو
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أبدى اهتمامًا متجددًا بقضية سد النهضة، معتبراً نفسه طرفًا فاعلًا في التهدئة بين مصر وإثيوبيا، وذلك في إطار سعيه لتقديم نفسه أمام المجتمع الدولي كـ"رجل السلام".
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن" عبر قناة "الحدث اليوم"، حيث علّق عباس شراقي على تصريحات ترامب التي كرر فيها حديثه عن ملف سد النهضة، واصفًا النيل بأنه شريان حياة لمصر، مما يعكس اعترافًا أمريكيًا بأهمية هذه القضية ومركزيتها بالنسبة للدولة المصرية.
ترامب يسعى للسلام العالمي
أوضح عباس شراقي أن حديث ترامب الأخير لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق له الإشارة إلى الملف ذاته قبل نحو ثلاثة أسابيع. وأشار إلى أن ترامب يسعى لإبراز دوره كوسيط في العديد من القضايا الدولية، من بينها النزاع بين الهند وباكستان، الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مضيفًا أن ترامب يطمح بوضوح للحصول على "جائزة نوبل للسلام"، ويضع أزمة سد النهضة ضمن إنجازاته المزعومة.
أشار عباس شراقي إلى أن واشنطن كانت قد رعت بالفعل مفاوضات سد النهضة بين نوفمبر 2019 وفبراير 2020، وأن تلك الجولة كانت قد اقتربت من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شامل. وأضاف أن الجانب الإثيوبي تغيب عن جلسة التوقيع النهائية، مما أثار غضب ترامب آنذاك، وأدى إلى توتر في العلاقة بين الولايات المتحدة وإثيوبيا بسبب موقف الأخيرة.
تدخل أمريكي في المفاوضات
وأكد عباس شراقي أن حديث ترامب تضمن انتقادًا ضمنيًا للتصرفات الإثيوبية الأحادية، خصوصًا في ما يتعلق بملء خزان السد دون تنسيق مع مصر أو السودان، مشددًا على أن الرئيس الأمريكي أقرّ بأن السد تسبب في مشكلة كبيرة لمصر من خلال حجز كميات ضخمة من مياه النيل، في انتهاك صريح للاتفاقيات الدولية.
نوّه عباس شراقي إلى أن تصريحات ترامب مثلت تأكيدًا دوليًا جديدًا على أحقية مصر في مياه النيل، مشيرًا إلى أن مثل هذه المواقف يجب أن تُترجم إلى دعم سياسي دولي ملموس. ودعا إلى ضرورة استمرار الضغط الدولي من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم ينظم قواعد ملء وتشغيل السد، بما يحمي حقوق مصر المائية ولا يهدد أمنها القومي.
سد النهضة والتوازن الجيوسياسي
اختتم الدكتور عباس شراقي تصريحاته بالتأكيد على أن سد النهضة ليس مجرد مشروع تنموي، بل أصبح ورقة سياسية تستخدمها إثيوبيا، مشددًا على أن الأمن المائي المصري قضية وجودية. ولفت إلى أن أي محاولات لإنشاء سدود جديدة على نهر النيل دون توافق مع دول المصب ستُعد تهديدًا مباشرًا لحصة مصر المائية، وقد تؤدي إلى أزمات إقليمية خطيرة.
وذكر عباس شراقي أن على المجتمع الدولي أن يُدرك خطورة استمرار النهج الإثيوبي القائم على فرض الأمر الواقع، مطالبًا بضرورة التزام جميع الأطراف بالحلول السلمية عبر التفاوض، دون المساس بالحقوق التاريخية والقانونية لأي طرف.
