أحمد موسى: مخطط يستهدف تحويل «السويداء» إلى كيان تابع لإسرائيل بدعم أمريكي

أثار الإعلامي أحمد موسى جدلاً واسعًا بتصريحاته الأخيرة حول الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء السورية، حيث نفذت القوات الأمنية السورية عمليات إعدام ميدانية خلفت 12 قتيلًا من المدنيين من الطائفة الدرزية، وذلك عقب اقتحام مضافة لعائلة آل رضوان داخل المدينة.
وعبر صفحته الرسمية على موقع "إكس" (تويتر سابقًا)، تساءل موسى عن طبيعة هذه الأحداث، معتبرًا أنها قد تمثل تمهيدًا لضم السويداء إلى الكيان الصهيوني بدعم أمريكي، متسائلًا عن دور السلطات السورية، ولا سيما أحمد الشرع ونظامه، في مواجهة ما وصفه بـ"العدوان الصهيوني" على القوات السورية في المنطقة، الذي أدى إلى تدميرها ومنع دخولها مجددًا.
ووجه موسى انتقادات لاذعة للمجموعات المسلحة التي وصفها بـ"الميليشيات الإرهابية من القاعدة"، متهمًا إياها بارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين من الطائفة الدرزية داخل منازلهم وفي الشوارع، شملت تمثيلًا بشعًا واعتداءات عنصرية مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي. واعتبر موسى هذه الجرائم تمثل انحرافًا خطيرًا عن صورة سوريا التي عرفها العالم بلد الثقافة والحضارة والمحبة.
وختم موسى تغريداته بالدعاء للشعب السوري بالعودة إلى الأمن والاستقرار، مؤكدًا على أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها دون تمييز أو إرهاب، داعيًا إلى وضع حد لهذه الأعمال الإجرامية التي تهدد وحدة النسيج الوطني السوري.
حالة من الهدوء النسبي والحذر
وفي الإطار ذاته، قال المحلل السياسي السوري عبد الرحمن ربوع إن محافظة السويداء تشهد حالياً حالة من الهدوء النسبي والحذر، بعد أيام من الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المحافظة بين فصائل محلية متنوعة، ضمت مجموعات درزية وقبائل بدوية.
وأكد ربوع، في تصريحات لقناة "إكسترا نيوز"، أن المشهد العام يميل نحو التهدئة، رغم استمرار الترقب لأي تطورات مفاجئة.
وأوضح ربوع أن وحدات من الجيش السوري وقوات الأمن وصلت إلى السويداء منذ صباح اليوم، وبدأت بالانتشار في مختلف مناطق المحافظة، في خطوة تهدف إلى فرض الأمن واستعادة سيطرة الدولة على المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة خلال الفترة الماضية. ولفت إلى أن هذه التحركات تهدف إلى وقف دائرة العنف المتصاعدة بين الفصائل المحلية المسلحة.
عمليات تمشيط واسعة
وأضاف المحلل السياسي أن القوات العسكرية أطلقت عمليات تمشيط واسعة لجمع الأسلحة من المدنيين والمسلحين في المناطق المتضررة، في إطار جهود تقليل فرص تجدد الاشتباكات وفرض الاستقرار على الأرض.
وعلى الصعيد السياسي، أشار ربوع إلى وجود تواصلات مكثفة بين وزارة الدفاع ووزارة الداخلية السورية، إلى جانب لقاءات مع وجهاء المنطقة من زعماء القبائل ورجال الدين في السويداء، بهدف التوصل إلى حلول تهدئ الأزمة وتنسق الخطوات اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة. واعتبر أن هذه الاتصالات تمثل مؤشراً قوياً على وجود نية حقيقية لاحتواء التوتر وإعادة الأمن إلى المحافظة.

كما أشار إلى وجود تدخلات إسرائيلية لافتة في المشهد، موضحاً أن الطيران الإسرائيلي نفذ غارات استطلاعية في أجواء المنطقة منذ الليلة الماضية، بالتزامن مع صدور تحذيرات رسمية من تل أبيب، بما فيها تصريحات مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دعا فيها إلى ضرورة انسحاب الجيش السوري من السويداء.
حجم الخسائر البشرية
ونوه ربوع إلى أن حجم الخسائر البشرية بات واضحاً الآن، حيث تكشفت المعلومات عن سقوط أكثر من 150 قتيلاً وجريحاً خلال أقل من 72 ساعة، من بينهم ما يزيد عن 30 ضابطاً وعنصراً من قوات الجيش والشرطة، وهو ما يعكس عنف المواجهات التي دارت في المنطقة.
وفي ختام حديثه، أكد ربوع أن الوضع الحالي في السويداء مرشح للتصعيد أو التهدئة، بحسب قدرة الجهات الأمنية والسياسية على السيطرة وضبط التوازنات المعقدة بين الأطراف المحلية، مشدداً على أهمية استمرار الجهود السياسية لضمان عدم الانزلاق نحو صراع مفتوح في المحافظة.