نائب وزير الصناعة السعودي: قطاع التعدين ينمو بنسبة 30% سنويًا

أكد المهندس خالد المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية، أن قطاع التعدين يشهد نمواً سنوياً ملحوظاً بنسبة تصل إلى 30% في أعمال الاستكشاف، مدعوماً بعدة ركائز أساسية تسهم في تعزيز تنافسية المملكة في هذا المجال الحيوي.
وأوضح المديفر في تصريحاته خلال لقاء خاص مع مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية"، على هامش فعاليات منتدى التعدين في نسخته الرابعة، أن الحكومة السعودية قامت بتحديث الأنظمة والتشريعات الخاصة بالقطاع، إلى جانب تسهيل الإجراءات للمستثمرين، مما أسهم في جذب المزيد من الاستثمارات وتنشيط النشاط التعدين.
قواعد بيانات جيولوجية دقيقة
وأشار نائب الوزير إلى أهمية توفير قواعد بيانات جيولوجية دقيقة، وتنفيذ مسح جيولوجي واسع النطاق يغطي مناطق متعددة داخل المملكة، مؤكداً أن هذه الخطوات تتيح استغلال الموارد المعدنية بشكل أفضل وأكثر كفاءة.
كما أوضح المديفر أن المملكة حرصت على تنفيذ بنى تحتية متكاملة تدعم قطاع التعدين، حيث تمتلك شبكة قطارات تمتد لأكثر من 1500 كيلومتر، مثل قطار الشمال-الجنوب، إضافة إلى إنشاء مدينة رأس الخير الصناعية ومينائها الضخم، الذي يعد من أكبر الموانئ المخصصة لخدمة قطاعات الفوسفات والألمنيوم.
وفيما يخص الموارد المائية، قال المديفر إن 80% من إنتاج المملكة من الذهب يتم باستخدام المياه المعالجة، لافتًا إلى أن قطاع الفوسفات أيضًا يتجه نحو استخدام المياه المُعالجة بنسبة تصل إلى 70–80%، في ظل ندرة المياه الجوفية في الدرع العربي النوبي.
وأشار إلى أن المملكة أصبحت ثاني أكبر مصدر عالمي للأسمدة الفوسفاتية بعد إنجاز مشاريع توسعية كبرى، كما يتم العمل حاليًا على توسيع قطاع الحديد وربطه بشبكات الكهرباء بدلاً من الاعتماد على الوقود، بهدف خفض التكاليف وتوفير طاقة بأسعار تنافسية.
وأكد نائب الوزير أن المملكة تمتلك واحدة من أفضل شبكات الطرق والموانئ عالميًا، إلى جانب بنية تحتية قوية وموارد بشرية مؤهلة، مضيفًا: "الأهم من كل ذلك، أن لدينا في المملكة الإرادة والرؤية والقيادة التي تدفع نحو التحول والنمو."
العلاقات بين المملكة ومصر
وأضاف المديفر: "هذا المنتدى له أهمية خاصة لأنه يعكس النشاط الكبير والتركيز المتزايد على قطاع التعدين في المنطقة، التي تتمتع بإمكانات جيولوجية وبشرية وتنموية كبيرة."
وشدد على أن العلاقات بين المملكة ومصر، على مستوى القيادة والشعب، قوية وعميقة، مشيرًا إلى وجود تشابه جيولوجي كبير بين البلدين في ما يُعرف بـ"الدرع العربي النوبي"، وهو ما يخلق فرصًا كبيرة للتكامل في مجالات الذهب والنحاس والفوسفات والألمنيوم والحديد.
كما هنّأ مصر على إنشاء الهيئة المختصة بالتعدين والنظام الجديد الذي يربط بين الصناعة والتعدين، مؤكدًا أن هذا التوجه يُعد أحد أسس النجاح التي تبنّتها السعودية منذ إطلاق استراتيجيتها للتعدين في عام 2017.