خالد الجندي: لا محبة للنبي دون معرفته .. والاقتراب من سيرته

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن المحبة الحقيقية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن تنمو أو تترسخ في القلوب دون معرفة حقيقية وواعية بسيرته وصفاته، مشيرًا إلى أن تعريف الأبناء والبنات بالنبي بشكل مبسط وعلمي يُعد من أهم الوسائل التربوية التي تُسهم في بناء الإيمان وتثبيت مشاعر الحب والاقتداء بسيد الخلق.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، أن كثيرًا من الناس يرددون عبارات الحب للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن دون علم أو معرفة حقيقية به، وهو ما وصفه بـ"الخطأ الواقعي". وقال: "لا يمكن أن تحب من لا تعرف.. فالمعرفة أساس كل محبة صادقة".
المحبة تقوم على العلم
استشهد خالد الجندي بآيات من القرآن الكريم تؤكد أن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفصل عن العلم والمعرفة، مشيرًا إلى قوله تعالى في سورة الحجرات: "وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ"، حيث بدأت الآية بكلمة "واعلموا"، ما يدل على أن العلم هو البوابة الأولى نحو المحبة والاتباع.
كما أشار خالد الجندي إلى الآية الأخرى في سورة المؤمنون: "أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ"، موضحًا أن الإنكار جاء نتيجة الجهل برسالة النبي وسيرته، مما يجعل الجهل بالنبي مانعًا من حبه وتقديره.
اجتمعت في شخص النبي
أوضح خالد الجندي أن الأسباب التي تدفع الإنسان لمحبة أي شخص عادة ما ترتبط بصفات مثل الكرم، الحلم، العلم، التواضع، الورع، الشجاعة أو الخلق الحسن. واستشهد بكلام الإمام أبو حامد الغزالي، الذي قال إن هذه الصفات قد تكون سببًا لمحبة شخص واحد إذا تحلّى ببعضها.
وتابع خالد الجندي: "فكيف إذا اجتمعت كل هذه الصفات وأكثر في رجل واحد؟ إنه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جمع في شخصه الشريف كل معاني الكمال والجمال، بل وحققها على أكمل صورة يمكن أن يتخيلها عقل أو يدركها إنسان".
دعوة إلى تربية الأبناء
وجّه خالد الجندي دعوة صريحة إلى أولياء الأمور والعلماء والدعاة لضرورة العمل على تقريب سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأبناء والبنات بلغة بسيطة وأسلوب معاصر، مؤكدًا أن هذه المعرفة لا يجب أن تكون حكرًا على المناهج الدراسية أو المناسبات الدينية، بل يجب أن تكون جزءًا من الحياة اليومية والتربية الأسرية.
وأضاف خالد الجندي أن محبة النبي لا تُورَّث بالقول فقط، بل تُغرس في القلوب من خلال التأمل في صفاته، والاطلاع على سيرته، واستحضار مواقفه النبيلة، وربطها بواقع الناس اليوم، خاصة في ظل انشغال الكثير من الشباب بشخصيات وهمية أو مشاهير لا يقدمون قيمة حقيقية للحياة.

استحضار مواقفه النبيلة
أكد الشيخ خالد الجندي أن المحبة الحقيقية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تكتمل دون معرفة حقيقية بسيرته وصفاته، مشيرًا إلى أهمية ترسيخ هذه المعرفة في نفوس الأبناء. استشهد بآيات قرآنية تدل على ارتباط المحبة بالعلم، وبيّن أن النبي جمع كل صفات الكمال البشري. ودعا إلى تربية الأبناء على العلم بسيرة النبي كأساس للإيمان، لا على الحب العاطفي المجرد.