عاجل

خالد الجندي: المجتمع الحقيقي في المساجد.. لا في عالم الشاشات و«السلاطين»

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

كشف الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن أن أعمق اللحظات التي أثرت في مسيرته الدعوية لم تكن أمام الكاميرات أو في ساحات الإعلام، بل كانت داخل جوامع آل البيت، حيث يشعر بصدق الحب وحلاوة الصحبة الإيمانية.

وأوضح خالد الجندي، خلال حلقة برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن أجمل ما يمر به في حياته هو لحظة دخوله إلى مسجد السيدة أو الإمام الحسين، حيث يجد من يحتضنه بقلوب صافية، يسألون عن حاله بمحبة خالصة، دون مصلحة أو رياء، وأضاف قائلًا: "ده هو المجتمع الحقيقي، اللي بتحس فيه بدفء الإيمان وصدق المشاعر، بعيدًا عن الزيف والضجيج اللي في العالم الافتراضي أو البرامج التليفزيونية".

الفقراء إلى الله .. سادتنا الحقيقيون

واستشهد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بكلمة الإمام سيدي أبو مدين الغوث التي قال فيها: "ما العيش إلا في صحبة الفقراء، هم السلاطين والسادات والأمراء، مؤكدًا أن الفقراء إلى الله، وليس فقراء المال، هم أصحاب القلوب النقية الذين يُحبهم الله ويحب من يُحبهم، وهم الكنوز الحقيقية للأمة.

وأوضح أن هؤلاء الفقراء هم من يُجالسهم الأولياء والصالحون، وهم أصحاب الوجوه النيرة، والقلوب السليمة، التي لا تعرف الحقد ولا الرياء، بل تهتف بالدعاء والمحبة لكل من حولها.

الحب في الله .. أعلى مراتب الإيمان

وأشار إلى حديث نبوي شريف يُبرز قيمة الحب في الله، حين رأى رسول الله ﷺ رجلًا يُحب آخر فقال له: "هل أخبرته؟"، فأجابه: "لا"، فقال له النبي: "فأخبره"، فذهب الرجل وقال: "إني أحبك في الله"، فرد عليه الآخر: "أحبك الله الذي أحببتني فيه".

وشدد خالد الجندي على أن هذا النموذج هو أرقى أنواع المحبة، لأنها خالية من الأهواء والمصالح، ولا يُدرك معناها إلا من ذاق حلاوة الإيمان القائم على الإخلاص والمحبة الخالصة لله، مؤكدًا أن هذا الحب هو أحد نعم الله العظيمة.

مفتاح الوصول إلى الله

وفي ختام حديثه، أشار خالد الجندي إلى قول نبي الله إبراهيم عليه السلام: "ولا تُخزني يوم يُبعثون. يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم"، مؤكدًا أن القلب السليم هو القلب الذي يعرف كيف يحب الله ويحب عباده بلا غرض أو مصلحة، وهو الميزان الحقيقي للنجاة يوم القيامة.

وأضاف أن من يملك هذا القلب، هو من يستطيع أن يخلص، ويحب، ويتجاوز، ويعيش في سلام مع نفسه ومع الناس، قائلًا: "في زمن صارت فيه المظاهر تطغى على الجوهر، يبقى القلب السليم أعظم ما يمكن أن يحمله الإنسان".

الشيخ خالد الجندي 
الشيخ خالد الجندي 

دعوة للعودة إلى الجوامع 

وفي رسالة مباشرة للمشاهدين، دعا خالد الجندي إلى البحث عن الإيمان الحقيقي في المساجد وصحبة الصالحين، بعيدًا عن الزيف الإلكتروني، مؤكدًا أن القلوب التي تحب الله حقًا تُشع نورًا، وأن الصحبة الصالحة هي السبيل إلى السكينة والنجاة في الدنيا والآخرة.

تم نسخ الرابط