دار الكتب: رقمنة المقتنيات والمخطوطات والوثائق النادرة التاريخية | تفاصيل

أعلن الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، عن انطلاق مرحلة جديدة من مشروع رقمنة المقتنيات التاريخية للدار، والتي تشمل ملايين الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة، في إطار خطة شاملة تستهدف الحفاظ على التراث المصري المكتوب وتسهيل الوصول إليه رقميًا.
وكشف في مداخلة هاتفية لقناة “ اكسترا نيوز”عن تفاصيل المشروع الذي يُنفذ بدعم من الدولة وباستخدام تقنيات يابانية متطورة في الترميم والرقمنة.
الرقمنة"مشروع مستمر وتوجه دولة"
أوضح الدكتور أسامة طلعت أن مشروع الرقمنة ليس جديدًا على الدار، بل هو عملية مستمرة منذ سنوات، لكن المرحلة الحالية تشهد طفرة نوعية بفضل التوجيهات المباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمتابعة الحثيثة من الدكتور أحمد زكي بدر، وزير الثقافة.
وأكد أن المشروع يُنفذ بجهود ذاتية من موازنة الدار، مع التركيز على: حفظ المقتنيات من التلف بسبب التداول المتكرر أو التقدم في العمر،و تسهيل الوصول للباحثين عبر النسخ الرقمية مما يقلل التعامل المادي مع المخطوطات الأصلية،و تسريع عمليات الرقمنة باستخدام 6 أجهزة مسح ضوئي حديثة، تلتقط صورة كل ثانية، مقارنة بالأجهزة القديمة التي كانت تستغرق ساعات لرقمنة كتاب واحد.
الترميم بالورق الياباني: إطالة عمر المخطوطات 150 عامًا
كشف رئيس الدار عن استخدام تقنيات يابانية فريدة في ترميم المقتنيات، خاصة تلك التي يعود عمرها إلى 155 عامًا (عمر دار الكتب) أو 197 عامًا (عمر الوثائق) ، مشيراً إلى أن الورق الياباني المُستخدم خالٍ من الأحماض الضارة، مما يجعله مثاليًا لتقوية الصفحات الهشة أو الممزقة دون الإضرار بالمادة الأصلية، كما تم تركيب جهاز تصحيح حراري متطور لمعالجة التلف الناتج عن التداول أو العوامل الزمنية، وهو من أحدث الأجهزة عالميًا في هذا المجال.
ورغم التقدم الكبير، أقر الدكتور طلعت بأن رقمنة كل مقتنيات الدار "حلم صعب التحقيق حاليًا"، بسبب ضخامة المحتوى الذي يتزايد يوميًا، حيث تُضاف نسخ ورقية ورقمية لكل كتاب يُطبع في مصر وفق قانون الإيداع، لكنه أكد أن الدار تعمل على:رقمنة الوارد الجديد فور استلامه،تحديث معامل الترميم بأجهزة إنذار ضد الحرائق وأنظمة مراقبة ذكية،بالاضافة الي التعاون مع مراكز التوثيق مثل مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، لتعظيم الفائدة الوطنية.
واختتم الدكتور أسامة طلعت تصريحاته بتوجيه تحية للشعب المصري، مؤكدًا أن هذا المشروع هو "هدية للأجيال القادمة"، وسيُغيّر طريقة تفاعل المصريين مع تراثهم الفكري، كما أشاد بدور العاملين في الدار الذين يعملون على مدار الساعة لإنقاذ كتب ومخطوطات على حافة التلف.
يذكر ان دار الكتب والوثائق القومية أقدم مكتبة وطنية في العالم العربي (تأسست 1870)و تضم أكثر من 60 ألف مخطوط نادر، وملايين الوثائق التاريخية منذ عصر محمد علي.