عاجل

«فات الميعاد» دراما حقيقية من قلب البيوت.. سعد هنداوي يكشف كواليس المسلسل

مسلسل فات المعياد
مسلسل فات المعياد

 حقق مسلسل "فات الميعاد" نجاحًا كبيرًا منذ بداية عرضه، حيث لفت الأنظار بمعالجته الجريئة لقضية العنف الأسري عبر قصة درامية مشوقة، جمعت بين التشويق والعاطفة، مع أداء مميز من نجوم العمل.  

قال المخرج سعد هنداوي إنّ ظاهرة العنف الأسري خاصة تعنيف الزوج للزوجة، حالة متكررة ولا تقتصر على طبقة اجتماعية بعينها، موضحا أنّ فكرة مسلسله «فات الميعاد» الجديد انطلقت من الواقع المحيط، وهي موجودة في مختلف البيئات.

وأضاف هنداوي خلال حواره ببرنامج «صباح جديد» على قناة  القاهرة الإخبارية: في دوايرنا الضيقة ديما هنلاقي حد من أصحابنا أو من العيلة، أو حتى من الجيران مرّ بتجربة مشابهة، مؤكدًا أنّ هذه القضايا كانت حاضرة بقوة منذ بداية التحضير للعمل.

 كشف المخرج سعد هنداوي عن كواليس تحضير المسلسل، وأسرار التعامل مع نجومه، وكيفية معالجة قضية حساسة مثل العنف الأسري دون الوقوع في فخ التوعية المباشرة  ، مشيرًا إلى أنّه سعى لتوصيل رسائل إلى الجمهور بشكل غير مباشر، عبر حبكة درامية جذابة ومؤثرة بصريًا وعاطفيًا، قائلا إنّ المشاعر والأحاسيس هي المدخل الحقيقي للمشاهد العربي، فمن خلالها فقط يمكن تمرير أي فكرة.

العنف الأسري جريمة صامتة في كل البيئات

أكد هنداوي أن فكرة المسلسل مستوحاة من الواقع، قائلًا: العنف الأسري، خاصةً تعنيف الزوج للزوجة، ظاهرة موجودة في كل الطبقات الاجتماعية، وليست حكرًا على بيئة معينة".،مضيفًا في دوائرنا الضيقة، دائمًا نجد شخصًا مرّ بتجربة مشابهة، سواء من الأهل أو الأصدقاء أو حتى الجيران. 

وأوضح أن الفريق السينمائي حرص على تقديم القضية بشكل درامي جذاب، بعيدًا عن الخطاب المباشر، قائلًا: المشاعر هي المدخل الحقيقي للمشاهد العربي.. من خلالها فقط يمكن تمرير أي فكرة. 

النص القوي أساس النجاح.. والممثل الموهوب هو من يحييه

أشار هنداوي إلى أن النص المكتوب بقوة هو حجر الأساس لأي عمل ناجح، مؤكدًا: مهما أبدعت في الإخراج والتصوير، من دون نص قوي لن تصل إلى نتيجة مرضية.. وحتى الممثل لن يستطيع تقديم أداء مقنعًا من دون مادة مكتوبة بعمق.  

كما تطرق إلى أسلوبه في إدارة الممثلين، قائلًا: أفضل العمل مع كل ممثل على حدة لفهم شخصيته، ثم الانتقال إلى البروفات الجماعية، مضيفًا نعمل على بناء الهوية الكاملة للشخصية وتاريخها النفسي والاجتماعي، حتى يستطيع الممثل تبرير كل رد فعل بشكل تلقائي أثناء التصوير.  

أحمد مجدي جعل الجمهور يكره الشخصية ولا يكره النجم

تحدث هنداوي عن أداء النجم أحمد مجدي، الذي يجسد دور "مسعد"، الزوج المتسلط والعنيف، قائلًا: التحدي كان في جعل الجمهور يكره أفعال الشخصية دون أن يكره الممثل نفسه.

 وأضاف: قلت لأحمد مجدي قبل التصوير: 'الناس هتكره أفعال مسعد، لكن مش هتكره مسعد نفسه.. وهذا ما حدث بالفعل.  

وأشاد المخرج بقدرة مجدي على تجسيد الشخصية المعقدة، قائلًا: أحمد مجدي على الطبيعة شخص مختلف تمامًا عن الشخصية، لكنه استطاع أن يقدمها ببراعة، مما جعل المشاهد يتعاطف أحيانًا مع مسعد رغم سلوكه العنيف.  

ورش العمل التحضيرية سر الأداء الواقعي

كشف هنداوي عن أهمية الورش التحضيرية في صقل أداء الممثلين، خاصةً في عمل يعالج قضايا نفسية واجتماعية حساسة. وقال: "مرحلة ما قبل التصوير هي الأهم.. فيها نناقش كل التفاصيل، وندرس الشخصيات بعمق، حتى يكون التصوير مجرد تنفيذ لكل ما تم التخطيط له.  

وأضاف: الممثل الذي لا يفهم دوافع شخصيته، حتى لو كانت شريرة، لن يستطيع تقديمها بشكل مقنع.. يجب أن يتبنى مبرراتها، حتى لو كان لا يتفق معها في الواقع".  

أسماء أبو اليزيد وسلوى محمد علي.. أداء استثنائي 

لم يخفِ هنداوي إعجابه بأداء الممثلتين أسماء أبو اليزيد (الزوجة الضحية) وسلوى محمد علي (الحماة)، قائلًا: كلاهما قدمتا أداءً معقدًا ومتقنًا.. شخصية الحماة خاصةً كانت تحمل تناقضات صعبة، بين قسوتها على زوجة ابنها وحنانها تجاهه.  

وأكد أن الممثلين كانوا جميعًا على مستوى عالٍ من الاحترافية والاستعداد، مما سهل عملية الإخراج، وقال:ما تعبتش مع أي ممثل، لأن الجميع كانوا جاهزين ومستعدين نفسيًا وفنيًا لشخصياتهم.  

واختتم هنداوي حديثه بالتأكيد على أن الهدف الأساسي من العمل كان إثارة النقاش حول العنف الأسري، قائلًا: سعداء لأن الجمهور تفاعل مع القضية، وبدأ الناس يتحدثون عنها.. هذا أهم من أي تقييم فني.  

يذكر أن مسلسل "فات الميعاد" يُعرض حاليًا ضمن السباق الدرامي الرمضاني، ويحظى بمتابعة جماهيرية ونقدية كبيرة، حيث يُناقش قضايا اجتماعية شائكة عبر حبكة درامية مشوقة وأداء مميز من نجومه.

تم نسخ الرابط