عاجل

هل النظام السوري الجديد فشل بطمأنة الأقليات والطوائف؟ خبير علاقات دولية يجيب

أحمد الشرع
أحمد الشرع

في ظل التصعيد الأخير في محافظة السويداء جنوب سوريا، والذي شهد استخدام أسلحة ثقيلة ومسيرات غير مسبوقة، حذر الدكتور حسام البقيعي، الخبير في العلاقات الدولية، من تحول الأزمة السورية إلى حرب طائفية مفتوحة، معتبراً أن ما يحدث هو "نتيجة طبيعية لغياب الاستقرار وضعف مؤسسات الدولة بعد سقوط نظام بشار الأسد

النظام السوري الجديد  

وأكد البقيعي في مداخلة هاتفية لقناة " القاهرة الإخبارية"،  أن "سوريا تشهد منذ 8 ديسمبر الماضي سلسلة متصاعدة من الاضطرابات، بدءاً من الساحل السوري وصولاً إلى الجنوب، في مشهد يعكس استغلالاً خارجياً للأقليات وغياباً لخطاب وطني موحد". 

بؤرة توتر جديدة في خريطة الصراع 

أشار البقيعي إلى أن الأحداث في السويداء ليست معزولة، بل هي جزء من مناخ طائفي متعمد، لافتاً إلى أن تصريحات بعض المسؤولين السوريين والممارسات على الأرض تزيد من اشتعال الوضع، خاصة مع شعور الأقليات بعدم الحماية، مضيفَا  المشكلة الكردية ما زالت دون حل، والقوى الإقليمية تستثمر هذا الفراغ لتحقيق مكاسب استراتيجية. 

وكشف الخبير الدولي عن دور إسرائيل المباشر في تأجيج الأزمة، قائلاً: بعد سقوط النظام بساعات، دمرت إسرائيل بنية الجيش السوري في هضبة الجولان، واحتلت جبل الشيخ، ثم روجت لخطاب حماية الدروز، مشيراً إلى أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بمنع دبابات الجيش السوري من دخول السويداء تؤكد مخططاً لتفكيك سوريا. 

كما تناول الدور التركي في شمال سوريا، معتبراً أن أنقرة تستغل الملف الكردي لفرض أجندتها، ما يزيد من تعقيد المرحلة الانتقالية. 

غياب المؤسسات العسكرية والأمنية.. الفخ الطائفي ينتظر 

أوضح البقيعي أن مؤسسات الدولة السورية تعرضت لضربات قاسية منذ 2011، حيث وصل الجيش إلى حالة من الوهن جعلت سيطرة الدولة تقتصر على 20% من الأراضي عام 2015، مضيفاً أن الإدارة الجديدة فشلت في بناء ثقة الأقليات، بل عززت الانقسام بتسريح كفاءات عسكرية وقضائية بدعوى ارتباطها بالنظام السابق. 

وحذر من أن استخدام أسلحة ثقيلة في السويداء يمثل تغيراً نوعياً ينذر بتحول الصراع إلى حرب أهلية، خاصة مع وجود جماعات مسلحة خارج سيطرة الدولة. 

وأشاد البقيعي بموقف الزعامات الدرزية، خاصة في لبنان وسوريا، التي رفضت التدخل الإسرائيلي، قائلاً: موقف وليد جنبلاط ودعوته للحل تحت مظلة الدولة السورية هو الطريق الوحيد لقطع الطريق على المخططات الخارجية. 

واختتم  الخبير في العلاقات الدولية الدكتور حسام البقيعي، حديثه  بالتأكيد على أن سوريا تحتاج إلى دعم إقليمي ودولي عاجل لإنقاذها من الانهيار، داعياً إلى إعادة بناء الجيش والمؤسسات الأمنية بعيداً عن المحاصصة الطائفية،وقف الاستغلال الإسرائيلي والتركي للملفات العرقية ، بالاضافة الي خطاب وطني شامل يطمئن الأقليات ويعيد تعريف الهوية السورية، مخذرا  ،سوريا على مفترق طرق.. إما العبور إلى دولة موحدة، أو السقوط في فخ التقسيم الطائفي الذي لن يكون الأخير ضحيته السوريون فقط، بل المنطقة بأكملها. 

تم نسخ الرابط