هل إرسال منظومات "باتريوت" لأوكرانيا يغير موازين المعركة ؟ خبير يوضح

أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال بطاريات صواريخ "باتريوت الدفاعية إلى أوكرانيا لن يغير عملياً من واقع المعركة"، مشيراً إلى أن روسيا تمتلك القدرة على التعامل مع هذه المنظومات بسهولة، خاصة بعد تجربة تدمير منظومتي "باتريوت" سابقاً.
وأشار في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية " الي التصعيد الأخير في الدعم الغربي لأوكرانيا، معتبراً أن الخطوة الأمريكية تمثل محاولة لإطالة أمد الصراع وتحميل أوروبا عبء الحرب، أكثر من كونها تغييراً استراتيجياً في المواقف.
تفاصيل فنية للشحنة الأمريكية
وأشار الي إلى عدم وضوح التفاصيل الفنية للشحنة الأمريكية، قائلا: أجرينا عملية حسابية سريعة... الرئيس ترامب قال إنه سيتم إرسال 17 – هل هي 17 صاروخاً أم منظومة؟ هل هي 17 منصة إطلاق، مضيفًا ، أنه حتى لو امتلكت أوكرانيا 40 منظومة إطلاق علماً أن كل بطارية "باتريوت" تتكون عادةً من 2 إلى 4 منصات فإن ذلك كأننا قدمنا لجندي واحد في كتيبة درعاً واقياً، لا أكثر.
وأوضح أن الكثافة النارية الروسية الحالية، مع استخدام صواريخ متطورة مثل "كينجال" و"إكس-101" والمسيرات والصواريخ الباليستية، تجعل من الصعب على هذه المنظومات تحقيق فارق نوعي، مستدلاً بتجربة تدمير منظومتي "باتريوت" الأوكرانيتين سابقاً بصواريخ "كينجال" متبوعة بضربات باليستية مباشرة.
خروج مؤدب لأمريكا وإرهاق أوروبا
وقال ملحم أن القرار الأمريكي يحمل أبعاداً سياسية تتجاوز الجانب العسكري، موضحاً، لا يوجد تغير جذري في مقاربة الولايات المتحدة.. المسألة هي تأجيل الصراع لفترة، أو ما أسميه خروجاً مؤدباً، مع تحميل أوروبا كامل عبء الحرب.
وتابع أن واشنطن تريد إبقاء الصراع مستمراً بإشراف أوروبي، خاصة أن التكاليف الاقتصادية والعسكرية ستصيب القارة العجوز بشكل مباشر.
و حذر مدير مركز "جي إس إم" من أن تقديم الولايات المتحدة صواريخ "إيه تي إيه سي إم إس" (ATACMS) ذات المدى البالغ 980 كم لأوكرانيا سيشكل "تحولاً جذرياً"، قائلاً: إذا استخدمتها أوكرانيا من طائرات إف-16 للوصول إلى موسكو، فسترد روسيا رَداً عنيفاً، مؤكدًأ أن موسكو سترى في ذلك انتهاكاً لخطوط حمراء قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق، بينما يبقى إرسال "باتريوت" ضمن الإطار المتوقع للصراع.
واختتم الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، حديثه ان القوات الروسية "تعلمت التعامل مع هذه المنظومات"، مشيراً إلى أن تدميرها سابقاً أثبت محدودية فاعليتها في مواجهة الترسانة الروسية المتنوعة.
وأضاف أن المعركة ستبقى كما هي إذا اقتصر الأمر على "باتريوت"، لكن أي خطوات أخرى مثل تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية بعيدة المدى – ستقلب الموازين وتدفع الصراع إلى مرحلة جديدة.