هل تحتاج لتنظيف الأذن عند الطبيب؟ تعرف على الحالات الفعلية
انتشر مؤخرًا اعتقاد خاطئ يفيد بأن غسل الأذن مرة واحدة لدى طبيب الأنف والأذن قد يؤدي إلى فقدان الأذن قدرتها الطبيعية على التنظيف الذاتي، مما يوجب استمرار زيارة الطبيب لغسلها دوريًا بالماء. هذا الادعاء أُثبت عدم صحته طبيًا.
الحقيقة الطبية
أثبتت الأبحاث الطبية أن الأذن البشرية تمتلك آلية تنظيف ذاتية فعالة، ولا تفقد هذه القدرة بعد غسلها لدى الطبيب لأي سبب كان. الحاجة إلى تدخل طبي لتنظيف الأذن لا تكون إلا في حالتين استثنائيتين:
تشوهات أو ضيق في قناة الأذن الخارجية: مثل وجود انحناء شديد أو ضيق خلقي يمنع خروج الشمع بشكل طبيعي، مما يستوجب تدخل الطبيب للتخلص منه.
الاستخدام المتكرر لأعواد القطن: والذي يؤدي إلى دفع الشمع نحو الداخل بشكل مفرط، ويعطل عملية التنظيف الذاتي، مما يستوجب تنظيف الأذن لدى الطبيب.
ما بعد الغسل الطبي
في حال خضع الشخص لتنظيف الأذن مرة واحدة بسبب تراكم الشمع الناتج عن استخدام أعواد القطن، وتوقّف عن هذه العادة، فإن الأذن تستعيد قدرتها على التنظيف الذاتي دون الحاجة إلى زيارات طبية مستمرة.
غسل الأذن لدى الطبيب لا يؤدي إلى إلغاء وظيفة التنظيف الطبيعي، ولا يجعل التنظيف الطبي عادة دائمة. على العكس، الحفاظ على طريقة سليمة في التعامل مع الأذن يُغني عن أي تدخل طبي مستقبلي.
وتعتبر الأذن البشرية منظومة متكاملة تقوم بوظائف متعددة، أبرزها التنظيف الذاتي.
يتكوّن الشمع داخل قناة الأذن الخارجية كحاجز وقائي، يلتقط الغبار والبكتيريا، ويخرج تلقائيًا عبر حركة الفك أثناء المضغ والكلام.
لذا، فإن تدخل الإنسان غالبًا غير ضروري، وقد يكون مضرًا عند استخدام أدوات غير مناسبة كأعواد القطن، التي تدفع الشمع إلى الداخل بدلًا من إخراجه، مما يعيق التنظيف الذاتي ويتطلب تدخلًا طبيًا.
التنظيف الطبي للأذن يتم فقط عند حدوث انسداد ناتج عن تراكم الشمع، سواء بسبب انحناءات خلقية في قناة الأذن أو ممارسات خاطئة في النظافة الشخصية. في هذه الحالات، يلجأ طبيب الأنف والأذن إلى غسل الأذن لإزالة التراكمات، دون أن يؤثر ذلك على وظيفتها الطبيعية مستقبلاً، طالما تم تجنب الأسباب المسببة للانسداد لاحقًا.
التوعية بأساليب العناية الصحيحة بالأذن تُغني عن زيارات متكررة للطبيب، وتحافظ على صحة القناة السمعية.
فالأذن عضو ذكي، يعرف كيف يعتني بنفسه… بشرط أن نساعده لا أن نعيقه.
