مصر في قلب إفريقيا.. رامي زهدي: تحركات دبلوماسية فاعلة تعزز التكامل القاري

أشاد الدكتور رامي زهدي، الخبير في الشؤون الإفريقية، بالظهور المصري القوي خلال فعاليات قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة، مؤكدًا أن مشاركة مصر في القمة كانت لافتة ومؤثرة على المستويين السياسي والتنفيذي.
وأوضح زهدي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "اليوم" المذاع عبر قناة "DMC"، أن مصر حضرت القمة بعدة صفات قيادية، من بينها رئاستها لوكالة نيباد للتنمية الإفريقية، إلى جانب قيادتها لمجموعة دول شمال إفريقيا، ما منحها ثقلاً إضافيًا في صياغة القرارات وقيادة ملفات التعاون المشترك.
مسؤولية تعكس ثقة القارة
أشار رامي زهدي إلى أن تولي مصر رئاسة وكالة نيباد ليس مجرد موقع بروتوكولي، بل يعكس ثقة القارة الإفريقية في الدور المصري المحوري في التنمية المستدامة، وخاصة في ملفات البنية التحتية، والصحة، وبناء القدرات.
وأضاف الخبير في الشؤون الإفريقية، أن هذه الرئاسة فتحت أمام القاهرة مجالًا واسعًا لتعزيز المبادرات القارية الهادفة لدعم التكامل الإفريقي، من خلال تنفيذ مشروعات استراتيجية تخدم أهداف الاتحاد الإفريقي وأجندة 2063.
التعاون الإفريقي المؤسسي
بحسب رامي زهدي، فإن التحركات المصرية تعكس نهجًا واقعيًا وإيجابيًا تجاه قضايا القارة، قائمًا على التفاهم والشراكة لا الوصاية أو التدخل. وأكد أن القاهرة تمتلك أدوات دبلوماسية فاعلة تمكّنها من التفاعل المؤسسي مع تحديات القارة السمراء، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو تنموية.
وأوضح أن مصر تطرح دائمًا رؤية متكاملة للتكامل الإفريقي، قائمة على محاور التنمية، السلم، الأمن، والتعليم، ما يجعلها نموذجًا إقليميًا في التحرك الشامل والبناء.
لقاءات رئاسية تكرّس الدور المصري
لفت رامي زهدي إلى أن مشاركة مصر في القمة لم تقتصر على الجلسات العامة، بل شملت أيضًا عدداً من اللقاءات الرئاسية المهمة مع قادة دول إفريقية ورؤساء مؤسسات إقليمية، تم خلالها بحث ملفات حيوية مشتركة، أبرزها مكافحة الإرهاب، تمويل البنية التحتية، وتبادل الخبرات في مجالات التحول الرقمي والطاقة النظيفة.
واعتبر أن هذا الحضور يعكس قدرة مصر على التحرك بفاعلية على كافة المسارات، من أجل تحقيق مصالحها الوطنية وفي الوقت ذاته دعم أشقائها في القارة.

شريك استراتيجي في إفريقيا
اختتم الدكتور رامي زهدي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر أصبحت شريكًا استراتيجيًا في رسم مستقبل القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن تحركاتها تنطلق من إيمان حقيقي بوحدة المصير الإفريقي، وأن القيادة السياسية في مصر تسعى لترسيخ هذا النهج عبر تحركات مدروسة ومبادرات متتالية تستجيب لطموحات الشعوب الإفريقية.
وأكد أن ما يميز الدور المصري هو التوازن بين الدبلوماسية السياسية والعمل الميداني التنموي، وهو ما يجعلها نموذجًا للدول التي تسعى لتقديم دور قيادي مؤثر ومستدام في قارتها الأم.