خبير أوكراني يكشف تعقيدات دعم واشنطن لكييف وسط ديون ضخمة وتوترات سياسية

اختتم رئيس المركز الأوكراني للحوار، الدكتور عماد أبو الرب، حديثه خلال مداخلة عبر شاشة “إكسترا نيوز” بتسليط الضوء على الأبعاد الحساسة لزيارة المبعوث الأمريكي الأخيرة إلى أوكرانيا، والإشارات التي أطلقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول إمكانية شراء أسلحة أمريكية والتوجه نحو التصنيع المشترك.
وأوضح أبو الرب أن هذه التحركات تأتي في ظل تراكم ديون أوكرانية كبيرة على الولايات المتحدة تقدر بنحو 350 مليار دولار، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في كييف، ويضعها تحت ضغوط متزايدة تتعلق بالمطالبات الأمريكية وشروط الدعم.
وأشار رئيس المركز إلى استمرار حالة التوتر والتجاذب في مسار المفاوضات بين موسكو وكييف، والتي تتميز بخلافات حادة على المستوى السياسي، فضلاً عن تصريحات متباينة من الحلفاء الإقليميين والدوليين لكلا الطرفين. وأضاف أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب كانت تميل إلى إبرام اتفاقيات منفصلة مع موسكو وكييف، مما فرض ضغوطًا سياسية واقتصادية كبيرة على كييف، خاصة بعد اللقاء المتوتر بين ترامب وزيلينسكي.
في سياق متصل، قال أبو الرب إن إدارة ترامب كانت تأمل في دفع روسيا لإعادة تقييم مواقفها، في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة، وهو ما يعكس تعقيدات المشهد الحالي وتعدد الأطراف المعنية التي تلعب أدوارًا مختلفة في الأزمة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، مع استمرار التحديات السياسية والعسكرية التي تحيط بالصراع الروسي الأوكراني، وسط مساع دولية مكثفة للتوصل إلى حلول تفاوضية تحفظ مصالح الأطراف المعنية وتحافظ على الاستقرار الإقليمي والدولي.
توجيهات استراتيجية
وأضاف: «الغرب لم يترك أوكرانيا وحدها، بل قدم لها توجيهات استراتيجية للتعامل مع توجهات ترامب، وهو ما انعكس لاحقًا في مواقف مرنة من الجانب الأوكراني تجاه مبادراته السياسية».
وأكد «أبو الرُب» في ختام حديثه، أن ترامب كان يتوقع مواقف إيجابية من روسيا دون أن يوضح ماهية هذه التنازلات أو الشروط، وهو ما يجعل مستقبل النزاع الأوكراني الروسي رهينًا لتغيرات المشهد السياسي الأمريكي ومدى تجاوب الأطراف الدولية مع مبادرات التهدئة المحتملة خلال الفترة المقبلة.
أمريكا تريد إنهاء الحرب
وفي وقت سابق، قال الدكتور عماد أبو الرب رئيس المركز الأوكراني للحوار، من كييف، إنّه كان هناك أمل من خلال الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تقرأ روسيا المشهد من جديد برؤية أخرى على اعتبار أن أمريكا تريد إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بالتالي من مصلحتها أن يكون هناك صفقات بينها وبين روسيا من جهة، وبين أوكرانيا من جهة أخرى.