عاجل

أستاذ طب سلوكي: الطلاق ليس فشلاً بل فرصة لبناء الاحترام والتفاهم

الدكتور إيهاب عيد
الدكتور إيهاب عيد

تحدث الدكتور إيهاب عيد، أستاذ الطب السلوكي، عن تأثيرات الطلاق على الأطفال وضرورة التعامل مع هذه المرحلة بحذر واحترافية، موضحا أنه في حال كان الأطفال في سن صغيرة، فإن إدراكهم للعلاقة بين الوالدين وأسباب الطلاق يكون أقل لكن مع تقدمهم في السن، وخاصة في سن المدرسة، يبدأون في ملاحظة التغيرات ويصبح لديهم وعي أكبر بما يحدث حولهم.

الطلاق في جميع الأحوال ليس أمرًا سهلًا

وقال “عيد” خلال لقاءه ببرنامج “الدنيا بخير”، المذاع عبر قناة "الحياة"، اليوم : "إن الطلاق في جميع الأحوال ليس أمرًا سهلًا، ولكن يمكن أن يتم بطريقة أكثر نضجًا واحترافية ، والأطفال في سن المراهقة يشعرون بضغط كبير عندما يتعرضون للمشاكل بين الوالدين، وقد يصل بهم الأمر إلى طلب الطلاق من أحد الوالدين بسبب ما يرونه من معاملة غير لائقة أو خلافات عميقة، مشيرًا إلى أن العديد من الأطفال، سواء كانوا مراهقين أو صغارًا، يمرون بتجارب صعبة نتيجة الانفصال، حيث يمكن أن يترجم البعض هذه الضغوط إلى ردود فعل دفاعية، مثل محاولة الدفاع عن أحد الوالدين ضد الآخر: "إذا كان هناك عنف أو تلاعب بالعواطف، فقد يتصاعد الوضع إلى اشتباك لفظي أو جسدي بين الأطفال والأهل، وهذا يضيف المزيد من العبء النفسي عليهم."

 ليس بالضرورة أن يكون نهاية سيئة

كما أضاف “عيد" أن الطلاق ليس بالضرورة أن يكون نهاية سيئة، بل يمكن أن يتحول إلى مرحلة جديدة من التعاون والاحترام بين الطرفين. وأوضح أنه في بعض الحالات، يتم التعامل مع الطلاق مثل "الهندسة العكسية"، حيث يركز الطرفان على تفكيك العلاقة بطريقة لا تؤذي الأطفال ولا تسبب مزيدًا من الألم: "الطلاق الراقي هو الذي يتم بحكمة، حيث يتم تفهم الموقف والابتعاد عن التراشق بالكلمات السيئة أو الأفعال المؤذية وفي بعض الحالات، يتم تبادل هدية الطلاق، وهي بمثابة اعتراف بالجميل والتقدير للسنوات التي تم قضاؤها معًا، على الرغم من أن العلاقة قد انتهت."

وأكد “عيد” أن الطريقة التي يتم بها التعامل مع الطلاق تُظهر أخلاق الزوجين في النهاية، وتُعلّم الأطفال كيف يواجهون الأزمات والصراعات بأدب واحترام : "الطلاق ليس فشلًا، بل هو مرحلة تتطلب من الطرفين أن يكونا ناضجين بما يكفي لتقديم أفضل نموذج لأولادهم، بحيث لا يشعرون أن الأمر يتعلق بالفشل أو الصراع، والطلاق يمكن أن يتم باحترام وتقدير، بحيث يشعر الأطفال بالأمان ويشاهدون كيف يمكن لوالديهم أن يتعاملوا مع الخلافات بشكل راقٍ ومحترم، ليبقى هذا النموذج الحياتي هو ما يتعلمونه ويمارسونه في حياتهم."

 

 

 

تم نسخ الرابط