عاجل

خالد الجندي: الحب في الله أعظم كرامات الإيمان ومفتاح القبول الإلهي Iفيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الحب في الله يُعد من أعظم النعم التي يهبها الله لعباده، بل هو أحد أرقى مراتب الإيمان التي لا ينالها إلا من صدق في محبته وسريرته.

وأشار، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC"، إلى أن من لم يذق طعم الحب في الله، لم يتذوق طعم الإيمان الحقيقي، موضحًا أن هذا الحب ليس عاطفة دنيوية عابرة، بل هو صلة روحية عميقة تنبع من إخلاص القلب، وصفاء النية، والرباط الإيماني الذي يجمع بين المؤمنين في طاعة الله.

حديث يُظهر مكانة المحبوبين 

استشهد خالد الجندي بحديث النبي محمد ﷺ الوارد في صحيح مسلم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، والذي جاء فيه: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبّه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيُحبّه أهل السماء، ثم يُوضع له القبول في الأرض."

وأوضح أن هذا الحديث يكشف عن عظمة الحب الإلهي، وكيف أنه لا يقتصر على علاقة بين العبد وربه، بل يمتد ليشمل القبول بين الملائكة وأهل الأرض، مشيرًا إلى أن هذا الحب الإلهي لا يُشترى ولا يُنتزع، بل يُكتسب بالإخلاص والنية الصافية والعمل الصالح.

الملائكة لا تحب إلا بأمر الله

لفت عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى أن هذا الحديث الجليل يحمل دلالة مهمة، وهي أن الملائكة، برغم طهارتهم ومقامهم العالي، لا يبادرون بالحب من أنفسهم، بل إن محبتهم للبشر تكون بتكليف مباشر من الله، استنادًا إلى قوله تعالى: "وما نتنزل إلا بأمر ربك."

وبيّن خالد الجندي أن هذا يُرسّخ في أذهان المؤمنين عقيدة التسليم والخضوع لله، فحتى المخلوقات النورانية لا تتصرف إلا بإذنه، ولا تنطق إلا بما يأمرهم به، فكيف بالبشر الذين يخطئون ويقصرون؟ مضيفًا: "إذا كان جبريل عليه السلام لا يتحرك إلا بأمر الله، أفلا نُراجع أنفسنا ونزن أفعالنا بميزان الإخلاص والنية؟"

الشيخ خالد الجندي 
الشيخ خالد الجندي 

القبول في الأرض

اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن مكانة الإنسان عند الله لا تُقاس بالمظاهر أو الألقاب، بل بما في القلوب من نية صادقة، ومحبة خالصة، وأعمال تُرضي الله، مضيفًا: "الله لا ينظر إلى صورنا، بل إلى قلوبنا وأعمالنا، ومتى أحب عبده ألقى له القبول في الأرض، وأحبه أهل السماء، فكان من أهل القرب والرحمة".

وشدد على أن هذا المعنى يجب أن يُغرس في نفوس الناس، وخاصة الشباب، مؤكدًا أن الحب في الله هو جسر يصل الإنسان إلى مراتب عالية من الرضا الإلهي، ومن دون هذا الحب يبقى الإيمان ناقصًا، مهما كثرت العبادات أو تعاظمت الشعارات.

تم نسخ الرابط