خالد الجندي: خطاب الله لعباده يوم القيامة دليل أمان ورحمةI فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن خطاب الله عز وجل للعبد يوم القيامة يُعد من أعظم مظاهر رحمته ورضاه، لأنه يُدخله في "دائرة الأمن والأمان"، مشيرًا إلى أن أعظم النعم يوم القيامة أن يُكلمك الله، وينظر إليك، ويزكيك، فهي علامات القبول والرضا الإلهي.
بشرى عظيمة يوم القيامة
وخلال حلقة من برنامجه لعلهم يفقهون على قناة DMC، قال خالد الجندي: "إذا خاطبك الله يوم القيامة، فأنت في دائرة الرحمة، ومحل نظر من الله عز وجل"، مشددًا على أن مجرد توجيه الله الكلام لعبده يوم القيامة هو بمثابة أعظم شهادة على القرب من المولى عز وجل، ودليل على الخروج من صفوف الغضب والعذاب إلى مظلة الأمان.
وأشار خالد الجندي إلى أن هناك فئات حذر منها القرآن الكريم، لن يُكلمهم الله ولا ينظر إليهم، وقد أُعد لهم عذاب أليم، وهم من استكبروا، وافتروا على الله الكذب، وخانوا الأمانات، وأساءوا في الدنيا، مؤكدًا أن هذا الإعراض الإلهي عنهم هو أقصى درجات العقاب المعنوي يوم الحساب.
من أخلاق النبي الإنسانية
وانتقل خالد الجندي في حديثه إلى الرد على ما يُشاع حول أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان دائم الحزن، مؤكدًا أن ذلك غير صحيح ولا يستند إلى دليل معتبر. وقال: "النبي كان بشوش الوجه، لطيف المعشر، يُدخل السرور على أصحابه، ولم يكن عبوسًا كما يُروّج البعض".
وأضاف خالد الجندي أن البشاشة والابتسام من الصفات الإنسانية الراقية التي تجسدت في شخصية النبي الكريم، وهو من قال: تبسمك في وجه أخيك صدقة، داعيًا إلى الاقتداء بأخلاق النبي في الرحمة والبشاشة واللطف في التعامل مع الآخرين.
التوازن في السلوك الديني
أوضح خالد الجندي أن الدين الإسلامي يدعو إلى الاعتدال في كل شيء، حتى في المشاعر والانفعالات، موضحًا أن الضحك المقبول والمبرر سنة نبوية، لكن الضحك المفرط والمنفر ليس من سمات المسلم الواعي. وقال: "كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده، وهذا يشمل أيضًا المزاح والانبساط".
وأكد خالد الجندي أن الإسلام ليس دين كآبة وحزن، بل دين رحمة وتوازن، لافتًا إلى أن الصورة المشوّهة التي يُحاول البعض تصديرها عن النبي، بأنه دائم الحزن أو الانعزال، هي محاولة لتشويه الدين وتنفير الناس منه.

الوجه الإنساني في الدين
وفي ختام حديثه، دعا خالد الجندي إلى أن يكون الخطاب الديني أكثر توازنًا وإنسانية، يعكس القيم الحقيقية للدين الإسلامي في الرحمة، والبساطة، والبشاشة، مؤكدًا أن هذه الصفات هي التي تقرّب الناس من الله، لا التشدد أو التجهّم.