الضحك والبشاشة من سنن النبي.. خالد الجندي يفند مزاعم "دائم الحزن"

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الضحك والبشاشة ليست فقط من الصفات الإنسانية الرفيعة، بل هي من الشمائل النبوية التي عُرفت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أن ما يُشاع حول كونه كان "دائم الحزن" لا يستند إلى دليل صحيح، ويتنافى مع الروايات الموثوقة التي تؤكد بشاشته وتفاؤله.
البشاشة من أخلاق النبي
وخلال ظهوره في حلقة من برنامج لعلهم يفقهون على قناة DMC، أوضح خالد الجندي أن البشاشة والابتسام من الأخلاق التي حثّ عليها النبي الكريم وحرص على تجسيدها في حياته اليومية، قائًلا: "كان النبي صلى الله عليه وسلم بشوش الوجه، يبتسم في وجه أصحابه، وكان يُشجع على نشر الفرح والتفاؤل، ما دام في إطار من الوقار والاحترام".
وأكد خالد الجندي أن الضحك إذا كان في محله، وكان مبرره إدخال السرور على النفس أو الآخرين، فهو سنة محمودة، داعيًا إلى الاقتداء برسول الله في خلقه لا في الصور النمطية الخاطئة التي تُرسم عنه أحيانًا.
الضحك المحمود سنة نبوية
أشار خالد الجندي إلى أن الضحك المعتدل له قيمة دينية ونفسية عظيمة، موضحًا أن الإسلام لا يُحرّم الضحك، بل يُقننه ويوجهه. وقال: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحك ويبتسم، لكن لم يكن فاحش المزاح أو كثير الضحك بصوت مرتفع"، لافتًا إلى أن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، وهو ما ينطبق على الضحك أيضًا.
وأضاف خالد الجندي أن السنة النبوية تزخر بمواقف تبين أن النبي كان يمازح أصحابه وأهله، ويُدخل البهجة على قلوبهم، دون أن يُنقص ذلك من هيبته أو مكانته، مشيرًا إلى أن الدين لا يدعو إلى العبوس والكآبة، بل إلى التوازن بين الجدية والمرح.
تصحيح صورة النبي في الأذهان
انتقد خالد الجندي الخطاب الديني الذي يُروّج لصورة مغلوطة عن الرسول الكريم، والتي تصوّره كئيبًا أو دائم الحزن، مؤكدًا أن مثل هذه التصورات تُشوّه روح الإسلام وتُنفّر الناس من الاقتداء بالنبي، قائًلا: "من المهم أن نُظهر للناس الوجه الحقيقي للإسلام المليء بالرحمة واللين والإنسانية، لا تلك الصورة الجافة التي تُرهب وتُغلق القلوب".
وشدد خالد الجندي على أن الاقتداء بالنبي لا يقتصر على العبادة فقط، بل يشمل حسن الخلق، والتبسم في وجه الناس، والتعامل برفق، مؤكدًا أن هذه الجوانب السلوكية لها أثر بالغ في نشر قيم الإسلام الصحيحة.

الدعوة للبساطة والتوازن
وفي ختام حديثه، دعا خالد الجندي إلى إعادة التوازن في فهم الدين، مؤكدًا أن الإسلام دين يسر ورحمة، لا غلو وتشدد، مشيرًا إلى أن الفرح والضحك المنضبطان ليسا خروجًا عن الدين بل جزءًا منه. واختتم بقوله: "لن نُقرّب الناس إلى الله عبر الحزن، بل عبر الرحمة والقدوة الحسنة والبسمة الصادقة".