عاجل

ما حكم السلام على المؤذن؟ دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

الأذان
الأذان

أوضحت دار الإفتاء المصرية أراء الفقهاء في حكم السلام على المؤذن حيث  ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن حكم السلام على المؤذن الكراهة؛ لأنه إن سلم على المؤذن لزم المؤذنَ الردُّ، وفي هذه الحالة يحصل الفصل بين جُمَلِ الأذان، وذلك مكروه؛ قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" : [وَأَمَّا الْمُلَبِّي بِالْحَجِّ أَوْ الْعُمْرَةِ فَيُكْرَهُ السَّلَامُ عَلَيْهِ، فَإِنْ سَلَّمَ رَدَّ عَلَيْهِ لَفْظًا؛ نَصَّ عليه الشَّافِعِيُّ وَالْأَصْحَابُ، وَالسَّلَامُ عَلَى الْمُؤَذِّنِ وَمُقِيمِ الصَّلَاةِ فِي مَعْنَى السَّلَامِ عَلَى الْمُلَبِّي] .

ما حكم ترديد الأذان بعد انتهاء المؤذن منه؟

أوضحت دار الإفتاء أن الأصل أن يُستحب للمسلم متابعة المؤذن بترديد الأذان أثناء رفعه، رجاءً للثواب والفضل الوارد في ذلك.
فإذا لم يتمكن من الترديد خلف المؤذن وقت الأذان، فله أن يقول ما قاله المؤذن بعد انتهائه، مع استثناء “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح”، حيث يُقال عند كل منهما: “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
ويُشترط في ذلك ألّا يطول الفصل بين الأذان والترديد، فإن طال الوقت، لم يُطلب منه الترديد حينئذٍ، ولا يلحقه إثم في تركه

الشرع الشريف يرغّب في ترديد الأذان خلف المؤذن

يُعد الأذان من أعظم شعائر الإسلام، وقد ورد الحث النبوي الصريح على متابعته وترديده خلف المؤذن. فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن من ردَّد الأذان بإخلاص، نال جزاءً عظيمًا يصل إلى دخول الجنة، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه: أن من كرر ألفاظ الأذان بعد المؤذن، وقال عند “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح”: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، ثم ختم بقوله “لا إله إلا الله” من قلبه، دخل الجنة.

وفي حديث آخر رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإن من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة… فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة» (رواه مسلم).

آراء الفقهاء في حكم ترديد الأذان خلف المؤذن

اختلف الفقهاء في حكم ترديد الأذان:
• المالكية والشافعية والحنابلة ذهبوا إلى استحباب ترديد الأذان، فيقول السامع مثل ما يقول المؤذن، باستثناء “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح”، فيقول بدلاً منهما: “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
وقد عبّر عن ذلك الإمام الحطاب المالكي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي، والشيخ مرعي الكرمي الحنبلي، مؤكدين استحباب المتابعة مع بعض الاختلاف في الألفاظ الإضافية كـ”صدقْت وبررْت” و”أقامها الله وأدامها”.
• الحنفية، من جانبهم، رأوا أن إجابة المؤذن واجبة، واختلفوا في كيفية الأداء:
• جمهورهم قالوا إن الإجابة تكون باللسان.
• بينما ذهب البعض، كالعلامة الحلواني، إلى أن المقصود بها الذهاب إلى الجماعة.

ترديد الأذان لمن لم يسمعه

اتفق العلماء على أن ترديد الأذان مشروع فقط لمن سمعه. أما من لم يسمعه لعذر كالصمم أو البُعد، فلا يُطلب منه الترديد، لأن المتابعة مشروطة بالسماع.
وقد صرح بذلك الإمام العدوي المالكي والإمام النووي الشافعي، وأكدا أن المتابعة تكون عند تحقق السماع فقط، حتى لو رأى الشخص المؤذن أو أخبر به.

ترديد الأذان بعد انتهائه

من فاته الترديد مع المؤذن أثناء الأذان، فله أن يردده بعد انتهائه، بشرط ألّا يطول الوقت الفاصل، فإن كان الفاصل قصيرًا عرفًا، جاز الترديد، أما إن طال، فلا يُستحب حينئذٍ، ولا يلحقه إثم.

وقد أشار إلى هذا المعنى عدد من العلماء مثل الإمام الحصكفي الحنفي، والإمام العدوي المالكي، والإمام النووي الشافعي، موضحين أن تدارك الترديد مقبول ما دام قريبًا من وقت الأذان، أما بعد طول الفصل، فلا يُطلب

تم نسخ الرابط