عاجل

جدل المساجد حول شعائر الجمعة.. والإفتاء تفصل في حكم الأذان وتلاوة القرآن

قراءة القرآن قبل
قراءة القرآن قبل الجمعة

في ظل تصاعد الخلافات داخل بعض المساجد المصرية حول مشروعية تلاوة القرآن قبل خطبة الجمعة، تساءل أحد المتابعين عبر موقع دار الإفتاء المصرية"ما حكم قراءة القرآن قبل الجمعة والأذان الثاني؟ فقد اختلطت الأمور علينا بين ما تقوم به المساجد التابعة لإدارة الأوقاف، والمساجد التي تتولاها الجماعات الإسلامية من إقامة الشعائر.

وزاد الخلاف بين رواد المساجد ومن يمثل هذه الجماعات، أرجو من السادة علماء الدين والقائمين على الفتوى الفَصْل بشكل واضح بين الحلال والحرام حتى تنتهي هذه الفوضى".

الإفتاء توضح: قراءة القرآن قبل الجمعة أمرٌ مشروع لا بدعة فيه

أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن قراءة القرآن قبل خطبة الجمعة، واجتماع الناس على سماعه، هو أمرٌ مشروعٌ وحسنٌ، ويُعتبر من الأعمال التي تُعين على الاستعداد النفسي والروحي لأداء شعائر الجمعة، ولا يُعد بدعة كما يدّعي البعض.

وأضافت دار الإفتاء، أن منع الناس من تلاوة القرآن قبل الجمعة أو اعتبار ذلك بدعة هو في ذاته تضييق على المسلمين، لا أساس له من الصحة الشرعية، بل يفتقر إلى فهم صحيح لسُنة الاجتماع على الذكر والقرآن.

الحكم على الأذان الثاني لصلاة الجمعة: سنة عثمانية ثابتة

أما عن الأذان الثاني للجمعة، الذي يسبق الخطبة، فقد أشارت دار الإفتاء إلى أنه سُنّة سنها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وليست بدعة كما يروج البعض، موضحة أن الصحابة والتابعين قد وافقوه على هذا العمل لما فيه من تنظيم لشؤون المسلمين وتذكيرهم بوقت الصلاة.

واستشهدت الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم «من يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين» (رواه ابن حبان والحاكم).

وبذلك أكدت الفتوى أن اتباع سنة سيدنا عثمان هو جزء لا يتجزأ من اتباع سنة النبي وأصحابه المهديين، مشيرة إلى أن إقامة الأذان الثاني قبل الخطبة لا يتعارض مع الشريعة، بل هو من السنن التنظيمية.

الإفتاء تحذر من التضييق على المسلمين

وجهت دار الإفتاء المصرية رسالة ضمنية إلى من يحاول فرض فتاوى متشددة داخل المساجد دون علم أو سند شرعي، موضحة أن الشريعة جاءت بالتيسير لا التعسير، وأن الجدل حول شعائر الجمعة يجب أن يُحسم بالرجوع إلى أهل العلم، لا إلى الأهواء والانتماءات الفكرية.

المساجد بين الأوقاف والجماعات

ويأتي هذا الجدل في وقت تزايدت فيه الأصوات المنادية بضرورة توحيد شعائر الجمعة في جميع المساجد، خصوصًا في ظل ما تشهده بعض المساجد من خلاف بين الأئمة ورواد المساجد، نتيجة لاختلاف التوجهات بين المساجد التابعة لوزارة الأوقاف والمساجد غير الخاضعة للإشراف المباشر للدولة، والتي تُدار من قبل بعض الجماعات الإسلامية.

ويؤكد المتخصصون في الشأن الديني أن الفتوى الرسمية الصادرة عن دار الإفتاء تمثل المرجع الشرعي الوحيد المعتمد، ويجب الالتزام به دون مزايدة أو تحريف.

خطوة لإنهاء الفوضى داخل المساجد

في ضوء ما سبق، فإن رد دار الإفتاء المصرية جاء حاسمًا وواضحًا، ليُنهي الجدل المتكرر داخل المساجد حول ما يُعد بدعة وما يُعد سنة، وأصبح واضحًا الآن أن:

  • قراءة القرآن قبل الخطبة مشروعة ومحببة.
  • الأذان الثاني للجمعة هو سنة راشدة، سنها سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
  • التضييق على المسلمين في أداء هذه الشعائر هو البدعة الحقيقية.

التمسك بالعلم والرجوع للفتاوى الرسمية

توجه دار الإفتاء بالدعوة إلى جميع رواد المساجد والأئمة والمؤذنين، إلى الرجوع دائمًا للفتوى الرسمية وعدم الالتفات إلى الآراء المتشددة أو المتسيبة، مشددة على أهمية الاستقرار داخل بيوت الله والتفرغ للعبادة والذكر بدلاً من الانشغال بالجدالات.

تم نسخ الرابط