جيش الاحتلال يصدم نتنياهو: مشروع مدينة الخيم سيستغرق عاما

قالت القناة 14 العبرية إن الجيش الإسرائيلي أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن تنفيذ مشروع "مدينة الخيم" في رفح الفلسطينية سيستغرق نحو عام كامل، إذا تم وفقًا للمخطط الحالي.
وبحسب القناة، فقد طلب نتنياهو من الجيش تحديد "إطار زمني معقول" للخطة، إلا أن التقديرات الجديدة التي قدمها الجيش، والتي تضاعفت مقارنة بالتقديرات السابقة، أثارت استياء وغضب أعضاء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت).
ووفقًا للمزاعم الإسرائيلية، تهدف المدينة إلى تجميع نحو 600 ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة ونقلهم إلى منطقة معزولة جنوبي القطاع، تقع بين محوري "فيلادلفيا" و"موراج"، على أنقاض مدينة رفح.
وتأتي هذه التقديرات في ظل تحذيرات من المؤسسة العسكرية للقيادة السياسية، من أن الإصرار على تنفيذ المشروع قد يعرقل جهود التفاوض بشأن ملف الأسرى الجارية في الدوحة، فضلاً عن تداعيات قانونية وإنسانية كبيرة، إلى جانب تحديات لوجستية متوقعة واستهلاك هائل للموارد.
ويُشار إلى أن المشروع يواجه موجة انتقادات واسعة داخل إسرائيل وعلى المستوى الدولي، حيث يُنظر إليه كخطوة لتهجير جماعي وعزل قسري لعشرات الآلاف من سكان غزة.
مدينة الخيم
ادعت صحيفة “يدعوت أحرنوت” العبرية أن مسؤولون كبار في حكومة الاحتلال الإسرائيلي قدّروا تكلفة إنشاء ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية" في منطقة رفح بما بين 2.7 و4 مليارات دولار، مشيرين إلى أن إسرائيل ستتحمل في البداية كامل التكلفة تقريبًا.
مخيمًا ضخمًا من الخيام الكبيرة
وبحسب المقترح، فإن هذه "المدينة" التي ستكون فعليًا مخيمًا ضخمًا من الخيام الكبيرة مصممة لاستيعاب نحو 500 ألف شخص، مع نية واضحة لدى المخططين الإسرائيليين بعدم السماح للنازحين بالعودة إلى شمال غزة.
وقد قوبل المشروع بانتقادات حادة من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إذ حذر البعض من أنه قد يمهد الطريق لحكم عسكري إسرائيلي في القطاع، بينما أدانت منظمات إنسانية الخطة واعتبرتها شكلاً من التهجير القسري. حتى بعض المشاهير عبروا عن رفضهم للمبادرة.
وأعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء هرتسي هليفي، عن رفضه القوي للخطة خلال اجتماعات الحكومة، واصطدم في ذلك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مشيرًا إلى أن تحويل الموارد لتحضير هذه المنطقة يضعف قدرات الجيش في المعارك الجارية ضد حماس وجهود تحرير الرهائن، ورغم ذلك، طلب نتنياهو من الجيش تقديم خطة تنفيذية خلال أيام.
عمليات إعادة إعمار غزة بعد الحرب
وفي اجتماع رئيسي الأسبوع الماضي، شارك سموتريتش ووافق على تخصيص ميزانية أولية للبدء في الاستعدادات، وقال مصدر حكومي: "التكلفة النهائية ستكون بين 2.7 و4 مليارات دولار، وربما أقرب للرقم الأعلى، نظرًا لرغبة إسرائيل في خلق مكان يُقبل الفلسطينيون على الانتقال إليه طوعًا، من خلال توفير الغذاء والظروف المعيشية الملائمة، ومأوى طويل الأمد، ودعم طبي وربما خدمات تعليمية".
وزعمت الحكومة الإسرائيلية بأنها تأمل في أن تقوم دول الخليج مثل السعودية والإمارات بتعويضها عن هذه التكاليف لاحقًا عندما تبدأ عمليات إعادة إعمار غزة بعد الحرب، لكن حتى بين المسؤولين عن التخطيط، هناك شكوك واسعة النطاق بشأن تنفيذ الخطة فعليًا، "هناك قناعة لدى كثيرين بأنها لن تُنفذ، قلة فقط يعتقدون أن هذه المدينة سترى النور"، بحسب أحد المصادر.