آصف ملحم: ترامب محاصر داخليًا ولا يمتلك رؤية واضحة لإنهاء الحرب الأوكرانية

قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات، إن التغير في الموقف الأمريكي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية يعود إلى ضغوط داخلية وخارجية متشابكة، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات محاصرًا سياسيًا وإعلاميًا، ما دفعه لتعديل مواقفه تجاه دعم أوكرانيا.
موسكو تمكنت من محاصرة ترامب سياسيًا
وفي مقابلة عبر «زووم» مع الإعلامية ميرفت المليجي، ببرنامج "إكسترا اليوم"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أوضح ملحم أن موسكو تمكنت من محاصرة ترامب سياسيًا، مشيرًا إلى ما ذكره أليكسي أريستوفيتش، المستشار السابق في مكتب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض مؤخرًا محاولة ترامب تصوير زيلينسكي كأداة بيد واشنطن، وأبلغه بشكل واضح: "زيلينسكي يخدم مصالحكم أنتم، وليس لنا شأن بهذا الصراع الداخلي".
وأضاف: "لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو في كوالالمبور كان محاولة لفصل ملف الحرب عن العلاقات الثنائية مع واشنطن، لكن يبدو أن هذه المحاولة لم تنجح".
وأشار إلى أن ترامب يحاول إرضاء القاعدة الشعبية المؤيدة له من جهة، ومن جهة أخرى تجنب استفزاز روسيا بشكل مباشر، ما يفسر موافقته على دعم عسكري محدود لأوكرانيا، لا يصل إلى مستوى التهديد الاستراتيجي لروسيا.
وعن الداخل الأمريكي، أوضح ملحم أن هناك كتلة كبيرة من الشعب الأمريكي تؤيد إنهاء الحروب الخارجية، لكنها ليست صاحبة التأثير الحاسم في السياسة، حيث تتحكم "شبكات القوة والنفوذ" في رسم السياسات، مضيفًا: "صوت إيلون ماسك مثلًا أقوى من صوت مليون موظف بسيط في أمريكا".
وأكد أن هذه الشبكات تستفيد من استمرار الفوضى والنزاعات حول العالم، سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا الشرقية، ما يعكس غياب رغبة حقيقية لدى واشنطن لإنهاء الحروب.
ومن ناحية أخرى، قال سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو لا تشعر بالقلق من احتمالية قيام تكتلات غربية، بقيادة الولايات المتحدة، بشن هجوم عسكري على كوريا الشمالية، مؤكدًا أن بيونج يانج لا تثق بالدول الغربية، وتمتلك ترسانة نووية تحصنها من أي تهديد خارجي.
وأضاف ماركوف، في مداخلة مع الدكتورة منى شكر، ببرنامج "العالم شرقا"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن ما يشغل روسيا في الوقت الراهن هو الحصول على ذخائر مدفعية من كوريا الشمالية لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بالإضافة إلى استقطاب العمال الكوريين الشماليين، خاصة في مجالات البناء والزراعة، نظراً للنقص الكبير في الأيدي العاملة داخل روسيا حاليًا.
وأشار إلى أن كوريا الشمالية، بدورها، تعتمد على المنتجات الزراعية الروسية لتلبية احتياجات شعبها، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تتسم بالتكامل والمصالح المشتركة، حيث تحصل بيونج يانج على المواد الغذائية، بينما تستفيد روسيا من تحويل العمالة الكورية إلى مصدر دخل يساعد كوريا الشمالية في تطوير برامجها الصاروخية.
وختم ماركوف بالإشارة إلى وجود شبكة نقل ضخمة تربط كوريا الشمالية بروسيا، واصفًا أحد الطرق بأنه "أطول طريق تجاري في العالم"، ما يعكس عمق العلاقات الجغرافية والاقتصادية بين البلدين.